(الجميلة والوحش)، هكذا عنونت صحيفة الأخبار اللبنانية الصادرة يوم السبت الأخير من العام 2017 غلاف العدد الخاص الذي أفردته للحديث عن عهد، في اشارة إلى الفيلم الامريكي الكرتوني الأشهر، Beauty and the Beast، الذي قلب معايير صناعة السينما عام 1991 عندما حقق أعلى إيرادات حينها متجاوزا سقف المئة مليون دولار أمريكي، فصار أنجح فيلم كرتوني في التاريخ.
نعم عهد جميلة، ومحمد بن سلمان وحش.
ليس لأنه بهذا الاختزال وبهذه البساطة يعاد كتابة التاريخ. ولكن لأن تكثيف الأحداث والوقائع، يأتي معه تكثيف للرمز والدلالات.
هنا، يصيرُ الأمير وحشا، مسخا، دميما، لأن قلبه لا يعرف الحب، وتكون الجميلة، فتاة طيبة، لا يفهم أحلامها وطموحاتها البسيطة أهل قريتها.
المقاربات هنا، تأتي على شكل صفعة بين معسكرين.
المعسكر الأول الذي يُقايض عروبة فلسطين مقابل "لا شيء"، ويصطف فيه كل من قص فلسطين على الورق على مقاس مصالح السياسة، بدءا من المثقفين الذين خرجوا، فنشروا، فعدلوا، فنشروا بيانا باهتا سريعا، لئيما. يضاف إليهم السياسيون المتعاونون ضمن نموذج "النخب الجسروية" الذين يحققون مطامح ومطامع الاحتلال. وصولا إلى الإعلام المتواطئ، والإعلام الباهت. وانتهاء بـ اللامبالين، الذين لا يكتفون بالصمت بل يوجهون اللوم، والنقد للمعسكر الثاني؛
الذي يصطف فيه فوزي الجنيدي، الذي لم ينتظره أحد لحظة خروجه من السجن، وكان أهله يبحثون حول أنفسهم كي يؤمنوا مبلغ كفالة اخراجه من سجن الاحتلال، وتأتي إلى جانبه عهد التميمي، وابنة عمها، وأمها، وآخرون كثر، لم يلتقط الإعلام لهم اللقطة الصحيحة كي يتحولوا إلى أيقونات، أو كي يستحقوا ان يكتب عنهم خبر، أو يحظوا بصورة، أو تعليق على وسائل التواصل الاجتماعي.
السؤال الكبير هنا، في أي المعسكرين أنت؟
فالأمر ما عاد يحتمل البقاء في بقعة رمادية، فاليوم إما أن تكون مع الجميلة، أو تكون مع الوحش.