بعد نحو اسبوعين من اتصال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني مع قيادتي القسام والسرايا وهما الجناحان العسكريان لحركتي حماس والجهاد الاسلامي في فلسطين، كشف رئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار ما جاء في المكالمة التي قال ان سليماني اكد فيها وقوف ايران وحرسها الثوري مع الفلسطينيين من اجل الدفاع عن القدس.
تصريحات السنوار هذه التي اعقبت ايضا تحذيرا اطلقه قبل ايام من ان خطر الانهيار يتهدد المصالحة لا تبدو بريئة، فهي تحمل رسائل لكل من السلطة الفلسطينية ومصر واسرائيل.
للسلطة الفلسطينية ان عليها التقدم بخطوات حقيقية تخفف العبء الاقتصادي عن الحركة الحاكمة في غزة وتسّرِع في بدء حكومة الوفاق باداء مهامها.
ولمصر التي تعتبر ضمن الحلف المناهض لايران ان عليها احتضان الحركة والضغط على السلطة لتسريع تنفيذ خطوات المصالحة بما يضمن رفع الحصار عن قطاع غزة وفتح معبر رفح، وفي هذه وسابقتها تقول حماس للسلطة ومصر اذا لم يتحقق ما اريد فان الوجهة المقبلة هي ايران، فالسنوار يقول بوضوح نحن مع كل تحالف سيخدم القضية الفلسطينية ولن تقف أمامنا عوائق مما يمكن أن يثار حول الصراعات الطائفية أو الحزبية أو الدينية.
اما الرسالة الموجهة لاسرائيل فانها تقول ان قرار الحرب والسلم بيد حماس ولديها ما يمكن ان يكون داعما لها في اي مواجهة مسلحة، وان بمقدور الحركة ان تفتح ابواب غزة لايران اذا ما اقدمت تل ابيب على تنفيذ اي عدوان على قطاع غزة لا سيما وان العديد من قادة اسرائيل يدقون في هذه الايام طبول الحرب على غزة.
هذا الامر يعتبر ترجمة لما قاله السنوار نقلا عن سليماني الذي اكد في المكالمة الهاتفية وبشكل واضح ان كل المقدرات وإلامكانيات تحت تصرف حركتي حماس والجهاد في معركة الدفاع عن القدس دون ان يطلب او يشترط شكلا من أشكال المقاومة.
لكن وعلى الرغم من كل ذلك فالواضح ان حركة حماس لا ترغب في الدخول بمواجهة مع اسرائيل، وان ما يهمها في هذا الامر الخروج من ازمتها الحالية، فالحصار واعباء الحكم افقدت الحركة نسبة كبيرة من شعبيتها.