كل عام والوطن بخير والشعب بخير والحزب بخير والزعيم قبل الجميع وبعد الجميع بألف خير, والأغنياء من صناع الموت والدمار ولصوص الأرض بخير, وحدنا أنا وأنت من لا يتمنى لنا احد الخير إلا على رأي الرحباني الجميل " وحدها شركات التامين من تتمنى لك الخير " ولان الفقراء أصلا لا يعرفون عناوين ولا اسماء ولا بوالص شركات التامين فقد خسروا هذه حتى, فالفقراء عادة ما يلتحفون بحلم الجنة للفقراء تاركين الارض وما عليها للنهابين ينهبون قوتهم وخبزهم وحريتهم معا, تاركين لنا مشكورين حق الحلم بالجنة الموعودة.
ترى كيف للوطن أن يكون بخير إن لم يكن ناسه بخير وكيف للحاكم أن يكون بخير إن لم يكن المحكومين بخير وكيف للام والأب أن يكونوا بخير أن لم يكن البنات والبنين بخير فلا خير يمكن أن يكون مجزوءا ولا خير يمكن أن يأتي على تعاسة الآخرين ولا خير يمكن أن يعيش إذا كان الألم زاد من حولك فلا الوطن له معنى دون ناسه ولا الحاكم له حكم دون ناسه ولا الأم ولا الأب سيحتفظون باسمهم دون الأبناء ومع ذلك لا زال الحاكم يدير ظهر المجن للمحكوم ولا زال الغني على قناعة بان الفقير ولد لخدمته بل ويسوق البعض منهم أن الله أدرى بعباده وهو وحده من يدري لماذا خلق فلان فقير وفلان غني وان لا حق لك بالتدخل بإرادة الله فهو " أدرى بعباده " ولعل ذلك ينسحب على مقولات أكثر إيغالا بالقدرية وتحويل الرغبات والأمنيات والقناعة الذاتية على أنها إرادة الله وتسويقها بكل السبل على الآخرين على أنها كذلك كمن يقول في الأوساط الدينية اليهودية المؤسسة والراعية لأيديولوجية دولة الاحتلال بأن جميع الأغيار – أي غير اليهود – على ارض فلسطين قد خلقوا لخدمة اليهود فقط ومن حق اليهود حسب رأي متطرفيهم أن يفعلوا ما يشاءوا بالأغيار جميعا, يقول سفر ميخا 12/4 "قومي ودوسي يا بنت صهيون لأني أجعل قرنك حديداً وأظلافك أجعلها نحاساً فتسحقين شعوباً كثيرين". وجاء في سفر أشعياء (61/5 ـ 6( "ويقف الأجانب ويرعون غنمكم ويكون بنو الغريب حراثيكم وكراميكم. أما أنتم فتُدعَون كهنة الرب تُسمَّون خدام إلهنا. تأكلون ثروة الأمم وعلى مجدهم تتأمَّرون".
هذه هي الجذور العنصرية للفكر الصهيوني والتي تشكل الأساس للاعتقاد بان اليهودية هي دين الله وان شعبها هم المختارون والصفوة وما عداهم من " الاغيار " عبيد لهم لا أكثر ولا اقل وبالتالي فان التعاطي مع مثل هذا الفكر على قاعدة القبول والتعايش يعني ترك العنصرية جذورا فكرية وتجليات عملية تمعن أكثر فأكثر بالتعاطي مع الآخرين على قاعدة التراتبية وخضوع الآخرين لأصحاب هذا الفكر العنصري المتعالي عن باقي البشر.
الفلسطينيون في مقدمة بنو البشر وضعوا في مواجهة مباشرة وسافرة أمام أبشع صنوف العنصرية على مر التاريخ فالذين اعتقدوا بتفوق العرق او الجنس او اللون وجدوا أسبابهم التاريخية ومكونات حياتهم ومع ذلك فقد تراجعوا جميعا او حاولوا إخفاء معتقداتهم او تداروا بها عن غيرهم وغلفوها بأشكال وصور اقل كراهية إلا الفكر الصهيوني الذي ظل يتعالى عن الآخرين ساعيا لإخضاع الجميع له بما فيهم اليهود أنفسهم لخدمة أغراض سادتهم ويحق لنا القول أن مليارات البشر يخضعون يعتبرون اقل مرتبة من حفنة من المتمولين اليهود الذين يستغلون فقرائهم أنفسهم لإخضاع الغير والتعالي عليهم ووحدهم الفلسطينيون هم الذين يقفون اليوم في مواجهة سافرة مع تجليات وتداعيات هذا الفكر بشكلها الأعنف والأكثر استعداء ويقف إلى جانبهم كل المتمولين من كافة الأجناس والأعراق على قاعدة وحدة الرأسماليين وسعيهم لإخضاع بني البشر كعبيد لهم بأشكال وأنماط مختلفة.
على مدى عقود من الزمن تعاطى الفلسطينيون ومعهم دعاة الحرية في العالم اجمع مع المسالة اليهودية كمسالة يمكن احتوائها والقبول بها دون أن يسعوا لقص جذور فكرها العنصري من أساسه وإلغائه في الفكر والسلوك اليهودي وإعادة من يعتقدون بأفضليتهم على بني البشر كناس من السماء إلى واقع الأرض كمتساوين مع غيرهم.
الأشكال والأنماط التي تعاطى معها الشعب الفلسطيني عبر العقود الماضية للتخلص من الصهيونية وتداعيات احتلالها بما في ذلك الأشكال الأكثر شيوعا وهي الكفاح المسلح وحتى الحروب العربية لم تأت بنتائج ايجابية وبدل تحقيق الحرية والاستقلال للشعب الفلسطيني لا زالت فلسطين ومعها بعض الأراضي العربية تخضع للاحتلال الصهيوني وتجد الصهيونية وممثلتها دولة الاحتلال كل الدعم والإسناد من كل التشكيلات الامبريالية في العالم بأشكال وأنماط مختلفة.
لقد آن الأوان اليوم للشعب الفلسطيني ومعه كل أحرار الأرض أن يتقدموا الصفوف بكل أشكال كفاح العنف السلمي وأدواته عبر تجييش عشرات ومئات الآلاف والملايين لإعلاء الصرخة الأقوى على وجه الأرض بان لا للعنصرية والاحتلال في عالم الحضارة والتقدم والرقي.
لنبدأ عام 2018 بإعادة فحص أدوات كفاحنا وحشد الطاقات الشعبية الأكبر والأكثر وتجييش الفقراء والمقهورين والمضطهدين كمقاتلين عزل يستخدمون جماعيتهم ووحدتهم سلاحا لا يكسر في وجه آلة الحرب والدمار والعنصرية مرتكزين على قاعدة أن لا يمكن لأية أداة حرب أن تطلق رصاصها إن لم تجد من بين الفقراء من لديه الاستعداد ليكون مستخدما كقاتل مأجور أيا كانت التسميات والتغطيات التي يستخدمها الطغاة لتبرير مهنة القتل المأجور لدى الفقراء لقتل أبناء جلدتهم وهم مليارات البشر لصالح حفنة صغيرة من القتلة واللصوص.
كل أسلحة الأرض ستصبح ألعابا للاطفا لان قرر فقراء الأرض التوقف عن القيام بدور العبد القاتل لزميله لصالح سيده وسارق قوته ودمه وبالتالي فان التوافق على القبول بسبع سنوات عجاف قوامها الجوع المكافح للفقراء والمقهورين موحدين في مواجهة الامبريالية والصهيونية عبر السعي للتخلص من مشروعها الأبشع المتمثل بدولة الاحتلال الصهيوني وإعادة توحيد فلسطين محررة واحدة موحدة مصدر إشعاع روحي للبشرية عاصمة للسلام والسماء على الأرض فان بإمكاننا إن انطلقت مسيرة كفاحنا صبيحة يوم 1/1/2019 أن نحتفل بالنصر على الطغاة والعنصريين وتنظيف الأرض من أدوات الموت والخراب وجعلها مركزا لزراعة القوت وإنتاجه لصالح البشرية كل البشرية ونحقق هذا الانجاز بالاحتفال بالنصر لفلسطين وكل البشرية على أسوار القدس في نهاية يوم 31/12/2025 منهين بذلك سبع سنين عجاف بنصر حقيقي وبوابة لسنين الخير السمان بلا توقف لصالح البشر كل لبشر المؤمنين بوحدتهم في الخير لهم على أرضهم التي لم يورثها الله لأحد من اللصوص ولم يعط الأفضلية لصنف من البشر على غيره أيا كانت مبررات ودواعي التصنيف.
ليكن عام 2018 عام الحشد لمسيرة الحرية الأكبر عددا والأكثر عنفا سلميا يقهر الأعداء بالكثرة والوحدة والإيمان بان فلسطين ينبغي لها أن تعود حرة ومنارة للخير والإيمان والسلام لكل الأرض لا مركزا للشرور والعدوان وصناعة الموت والعنصرية, ينبغي لفلسطين أن تعود على يد أبناءها لدورها الأساس مدينة للسماء والسلام على الأرض محطة الأرض الأخيرة إلى السماء ومحطة السماء الأولى إلى الأرض.
لنحتفل هذا العام بذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة وبأعياد الميلاد وراس السنة الميلادية وقباحة الامبريالية الامريكية التي قررت ان تكرر تجربة وعد بلفور بكل قذارته عبر منح دولة الاحتلال حقا لا يملكه المانح ولا الممنوح له, لنحتفل بكل ذلك بإعادة قراءة تجربتنا بروح النقد والتجديد مستفيدين من تاريخ حافل من الكفاح الوطني بكل اشكاله حتى تلك الاشكال الدبلوماسية والتفاوضية ورهن موقفنا احيانا بما يسمى بالشرعية الدولية بكل انحيازها البشع لصالح الاحتلال وجريمته, ليكن الاحتفال بتكريس هذا العام بكامله كعام لفحص العتاد وتجديد الثورة على قاعدة انخراط الكل في مسيرة الكفاح مستخدمين اسلحة الشعب والحق والايمان مقابل اسلحة العنصريين وتجار الموت وناهبي خيرات الارض وناسها كي نصبح جاهزين لانطلاقة جديدة في اليوم الاول من العام 2017 لسبع سنوات عجاف تكلل بالنصر والحرية.
انني أدعو كل الكتاب والمثقفين وأصحاب التجارب الثورية وكل المؤمنين بعدالة قضية شعبنا بالحرية لفلسطين كل فلسطين واستعادة دورها كطليعة ومصدر اشعاع روحي وحضاري لكل البشرية في كل بقاع الأرض, انني ادعوهم جميعا ليشاركوا في ورشة عمل مفتوحة طوال عام 2018 لصناعة رؤيا وأدوات كفاح وتحديد أسلحتنا في مواجهة المشروع الامبريالي الصهيوني العنصري والعدمي كقادة لمشروع حضاري يطال الأرض وناسها عماده الحرية وتنظيف الارض من كل اشكال العنصرية وتجلياتها وفي مقدمتها الحروب وأدواتها, من كل اشكال الاسلحة المدمرة للناس وحضارتهم وحياتهم لعلنا نكون قادرين في 1/1/2019 للانطلاق مرة جديدة بثورة تنتهي بالنصر لقضيتنا وشعبنا وقضية كل أحرار الأرض.