الحدث ــ محمد بدر
نشر مركز القدس الإسرائيلي للدراسات مقالا حول التغيرات التي طرأت على تنظيم داعش وأماكن وجوده وطرق إدارته للعمليات بعد سقوط "دولته"، والذي ترجمته "الحدث".
فيما يلي نص المقال مترجما:
بعد الهزيمة الكبرى التي منيت بها داعش في كل من سوريا والعراق، تؤكد المصادر في غالبيتها إلا أن الالآف من عناصر التنظيم قد هربوا باتجاه مصر وليبيا وأفغانستان.
وللمرة الأولى منذ هزيمتها في سوريا والعراق، أعلنت داعش عن إقامة فرع لها في منطقة "كشمير" الهندية، مؤكدة أن كشمير تعتبر مركز الخلافة في شبه القارة الهندية.
قبل أسابيع حاولت داعش إغتيال وزيري الدفاع والخارجية المصريين، وأطلقوا صواريخ على قاعدة للجيش المصري، وقتل اثنين من الطيارين ومدير مكتب وزير الدفاع، والذي أقلق مصر في الموضوع أن الهجوم كما يبدو جاء بناء على معلومات أمنية دقيقة لدى داعش.
ووفقا لتقرير نشرته صحيفة "المصري اليوم" فإن الصواريخ التي أطلقت هي صواريخ متطورة تم تهريبها من ليبيا، وجزء منها تم تهريبه لقطاع غزة والجزء الآخر بقي في سيناء.
ورغم أن وجود داعش في مصر يعتبر وجودا مركزيا في هذه الفترة، إلا أن الوجود القوي والمتزايد لها حاليا هو في أفغانستان، ووفقا للبيانات الروسية فإن أكثر من 10 الاف عنصر من داعش متواجدين الآن في أفغانستان وجزء كبير منهم لديه خبرة قتالية عالية من خلال مشاركتهم في الحرب في العراق وسوريا.
ويتركز وجود داعش في شمال أفغانستان في المقاطعات المتاخمة لطاجيكستان وتركمنستان، وهو ما يعرض بلدان آسيا الوسطى والأجزاء الجنوبية من روسيا للخطر.
ويعتقد أن إعادة هيكلة التنظيم بعد سقوط "الدولة الإسلامية" يتم من خلال زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي الذي اختفت آثاره منذ الصيف الماضي.
وكانت روسيا أعلنت في حزيران / يونيو الماضي أن أبو بكر البغدادي قتل في غارة جوية قرب الرقة في سوريا.
غير أنه في شهر سبتمبر الماضي، تم تعميم تسجيل صوتي دعا فيه البغدادي رجاله لمواصلة "الجهاد" والهجمات الإرهابية.
وفي وقت سابق، صرّح الجنرال في الجيش العراقي يحيى رسول أن أبو بكر البغدادي أصيب في المعارك ضد داعش وأنه يختبئ في المنطقة الصحراوية على الحدود السورية العراقية.
وقال مسؤولون أمريكيون أن الجيش الاميركي تمكن من القضاء على اثنين من كبار المسؤولين المقربين من البغدادي وهم أبو انس الشامي وجنيد الرحمن.
ومع ذلك، لا يزال البغدادي محاطا بمجموعة من حوالي 10 موالين يختبئون معه ويديرون معه العمليات من مخبأ سري.
ويعتبر عدم مقدرة المخابرات الروسية والأمريكية على تحديد مكان البغدادي فشلا كبيرا في أداء هذه المخابرات.
ولكن يبدو أن البغدادي لا يتعامل مع أي جهاز إلكتروني أو أي جهاز اتصال، وأنه يدير عملياته من خلال وكلاء له يلتقي بهم شخصيا ولا يتواصل معهم إلا بصورة مباشرة.
والحقيقة أن مكان اختبائه غير معروف وأن مطاردته قد تستمر لفترة طويلة،ومع ذلك، فإن مسؤولي الأمن الأمريكي مقتنعون بأن القبض عليه أو اغتياله ليست سوى مسألة وقت.