الجمعة  22 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

الرئيس عباس والملك عبد الله...الآن وليس غدا

2018-01-09 05:28:30 AM
الرئيس عباس والملك عبد الله...الآن وليس غدا
رولا سرحان

 

رغم نفي هيئة الاستعلامات المصرية، ما نقلته صحيفة النيويورك تايمز من أن النظام المصري كان يريد امتصاص غضب الشارع وتمرير القدس عاصمة لإسرائيل والتقليل من أهميتها الدينية والتاريخية، وتبرير الأمر بأنه خشية من استغلال الإسلاميين بمن فيهم حماس للظهور ثانية؛ تظل التسريبات صحيحة ما لم ينفذ الأشخاص الواردة أسماؤهم في التقرير تهديدهم باللجوء لمقاضاة الصحيفة، وصدور قرار قضائي ببطلان صحة تلك التسجيلات.

 

ومما لا شك فيه، أن نشر التسريبات لم يكن بالمفاجأة في ظل كل الحديث السابق عن صفقة القرن التي يجري الإعداد لها، ووجود مسؤول فلسطيني كبير في واشنطن قبل الإعلان عن قرار ترامب بنقل السفارة، للتشاور حول الوضع الأمني لما بعد إعلان ترامب. وهو الأمر الذي يطرح تساؤلاً مهما، بشأن موقف القيادة الفلسطينية من تلك التسريبات، وكيف سترد عليها.

 

المحور الخليجي، إلى جانب مصر والأردن، وأغلب الظن القيادة الفلسطينية أيضا، كانوا جميعا على علم بقرار ترامب، معتقدين أن الشارع سيتظاهر لفترة وسيصمت، وأن عبارات الاستنكار والشجب ستكون كافية لاستيعاب الأمر، ومن ثم البدء بنقاش صفقة القرن على مستوى القادة العرب وتمريرها.

 

لكن اجماع القادة العرب تفتت، إثر التسريبات التي تم الكشف عنها بخصوص استهداف النظام الحاكم في الأردن بترتيب من الإمارات والسعودية، لتنحية الملك عبد الله الثاني، والتهديد السعودي للرئيس عباس بمساومته إما بقبول الصفقة أو الاستقالة. إلى جانب فضح كتاب الصّحافي مايكل وولف (نار وغضب) أن صفقة القرن تنص على مَنع قِيام دولةٍ فِلسطينيّة، وإعادة الضفّة إلى الأردن، وقِطاع غَزّة إلى مِصر، وتحديدا في سيناء.


بالتالي، يظهر أن الأردن وفلسطين هما الأكثر ضررا، باعتبارهما على خط التماس المباشر لتمرير أو رفض الصفقة.


 
والمعضلة الكبرى تتمثل في أن التنازل عن القدس لن يكون نهاية المطاف، وإنما بدايته، فإن لم يحمي ملك الأردن والرئيس عباس رأسيهما الآن، فإنه لن يكون بمقدورهما فعل ذلك غدا.