الحدث- عصمت منصور
قال أحمد المجدلاني المقرب من الرئيس الفلسطيني أبو مازن إن السلطة الفلسطينية لن تقطع علاقاتها بشكل كلي مع الولايات المتحدة الأمريكية في أي ظرف من الظروف لأن هذا سيعني إنتهاء عملية السلام ودور الولايات المتحدة في المنطقة بينما أكد آخر أنه لا مكان لمواجهة مسلحة مع إسرائيل.
بهذه الكلمات افتتح موقع مكور ريشون تحليله للحالة الفلسطينية بعد ما يزيد عن الشهر على إعلان ترامب القدس عاصمة لدولة الاحتلال.
القيادة الفلسطينية أدانت مرة أخرى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد تغريدته التي هدد فيها بقطع المساعدات والتي وصفه فيها مسؤول فلسطيني بأنه غير جدي.
بعيدا عن الخطاب والتصريحات لا يملك الفلسطينيون استراتيجية لمواجهة الإدارة الامريكية ما بعد إعلان القدس سوى طلب دعم الأمم المتحدة من خلال الإعتراف بهم كدولة كاملة العضوية وهي الخطوة التي بدأت في 2011.
الرئيس أبو مازن يبحث عن طرق إضافية لاستقطاب الدعم العالمي لذا فقد وقع على الانضمام لـ 22 منظمة ومعاهدة دولية وهدد بالاستمرار بهذه الخطوات إلى أن يصل العدد إلى 500 منظمة أخرى.
من الناحية الاستراتيجية فإن كل محاولات تدويل الصراع منيت بالفشل والتصويت لصالح فلسطين كما حدث في الشهر الماضي واعتراف البرلمان الأوروبي بلا قانونية إعلان ترامب لا يشكل استقلالية سياسية واقتصادية للفلسطينيين.
حتى الدول التي عرضت تدخلها لحل الصراع مثل اليابان فإنها وضعت تحفظا تشترط فيه أن يكون هناك دور أمريكي مكمل.
كل خطوة فلسطينية في مجلس الأمن ستصطدم بالفيتو الأمريكي لذا فإن المعركة ستراوح مكانها خاصة أن معظم الدول تتجاوب مع الولايات المتحدة ولم يتغير شيء على الأرض في دورها.
الحملة الدولية لم تصغ كاستراتيجية مستقلة من جانب واحد من أجل الاعتراف بها سياسيا بل كتكتيك هدف إلى تفعيل مزيد من الضغط على إسرائيل وهو ما تحدثوا عنه في 2013 من أجل تحسين موقعهم التفاوضي في فترة الرئيس أوباما وهو تكتيك أثبت نجاعته في حينها ودفع إسرائيل إلى إطلاق سراح أسرى وتجميد الاستيطان.
ولكن الآن وفي ظل عدم وجود عملية سلام فإن المطالبة بالاعتراف بالدولة الفلسطينية سيتحول إلى خطوة رمزية فقط وحتى التهديد بالانضمام لمحكمة الجنايات الدولية ضد المسؤولين الإسرائيليين بهت ولم يعد يقلق الإسرائيليين بعد أن أثبتت تحقيقات الأمم المتحدة أن الفلسطينيين متهمون بجرائم حرب وليس إسرائيل فقط.
مع كل ذلك فإن الحملة الدولية هي الخيار الوحيد أمام الرئيس أبو مازن من أجل الضغط على إسرائيل.
في السنوات الأخيرة ازدادت المطالبة بتصعيد المقاومة الشعبية حتى أن العالول الذي يعتبر نائبا للرئيس ذهب إلى ما هو أبعد من ذلك وطلب بتبني كل طرق النضال واعتبرها شرعية وبرفع منسوب أيام الغضب في الضفة.
إلا أن هذه اللغة خادعة لأن القيادة في الوقت الذي تدفع الناس إلى الخروج إلى الشوارع فإنها تعبر بشكل حقيقي عن رغبتها في عدم التصعيد وتستمر في التنسيق الأمني وهو ما عبر عنه أيمن حنون المسؤول في المنظمة عندما قال لنا إن المستوى الأعلى في القيادة لن يتخذ أي قرار بالمواجهة العسكرية وهو ما سيستمر.
إعلان ترامب لم يتسبب بتقارب الخصمين التاريخين في الساحة الفلسطينية وهما فتح وحماس رغم الإعلان بضرورة إنهاء الانقسام.
إن تغير استراتيجية الحركة الوطنية الفلسطينية يحتاج إلى زعيم ذي رؤية وكاريزما قادرة على قيادة الدفة وهو ما لا يتمتع به الرئيس الحالي أبو مازن.
الرئيس أبو مازن وضع جميع أوراقه في اتفاق أوسلو ورهن مستقبله السياسي بالمفاوضات مع إسرائيل واعتبر أنها الطريقة الوحيدة للوصول إلى الدولة.
الرئيس يعرف أن حملته الدولية لن يقود لإقامة الدولة كما أن رغبته في وقف الحملة لصالح المفاوضات لن يتناسب مع حركة حماس وحتى طلب الدولة الواحدة لم ينجح في التأثير في الرأي العام الفلسطيني.