الإثنين  25 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ترجمة الحدث | كيف ماتت صفقة القرن وما هي بدائلها؟

2018-01-09 12:12:28 PM
ترجمة الحدث | كيف ماتت صفقة القرن وما هي بدائلها؟
الرئيس الأمريكي ترامب

 

الحدث- عصمت منصور

 

نشر موقع المنتور مقالا للصحفي والكاتب الإسرائيلي المعروف بن كسبيت حول موت صفقة القرن الأمريكية والبدائل التي تلوح في الأفق، والذي ترجمته "الحدث". 

 

فيما يلي نص المقال مترجما: 

 

عندما اجتمع السفير الأمريكي في إسرائيل ديفيد فريدمان مع رئيس حزب العمل الإسرائيلي آفي جباي الأسبوع الماضي للتعارف سأله عن صفقة القرن فقال له فريدمان: لم نتخلى عن فكرة التوصل لاتفاق سلام.

 

لا أعرف متى سيفهم الأمريكان أن فكرة عملية السلام تخلت عنهم؟ لأنه في حكومة نتنياهو لا يوجد وزير واحد يؤمن أن مبادرة السلام الامريكية مجدية وهناك اجماع أن كل هذا كلام (فاضي) ولن ينتج عنه شيء وكذلك الأمر في رام الله حيث يرون ان صفقة القرن ماتت ودفنت ولا دعاي للعزاء فيها.

 

عشر دقائق تفصل بين القدس ورام الله حيث يجلس الرئيس أبو مازن على شجرة عالية ويقاطع الأمريكيين بعد أن طلب من القيادة قطع كل الاتصالات مع القنصلية الأمريكية في القدس وعبر عن رغبته في عدم السماع من ترامب الذي اعتبره عميلا للصهيونية ويعمل من أجل محاصرة الفلسطينيين وتحريض الشرق الأوسط ضدهم.

 

كتاب النار والغضب زاد من غضب الفلسطينيين لأنهم قرأوا أن ترامب أرسل كوشنير للاجتماع بأديسلون والتشاور معه قبل بلورة أفكاره للسلام وبعد ذلك يريدنا ان نصدق أنه وسيط نزيه! قال لي مسؤول فلسطيني.

 

البهجة لدى اليمين الإسرائيلي بلغت ذروتها في الأسابيع الأخيرة وشهدنا موجة تشريعات هدفها قبر حل الدولتين منها قانون القدس الذي يطالب بأغلبية من 80 عضو كنيست من أجل إحداث أي تغير في حدودها الى جانب قرار مركز الليكود بضم الضفة بشكل فوري ومبادرات أخرى من هذا القبيل لم يحاول نتنياهو أن يوقفها كما فعل في السابق بل ساهم في انجاحها لان الساحة فارغة.

 

في هذه الاثناء بدأت تظهر أفكار أخذ طاقم ترامب في فحصها بعد فرار الرئيس أبو مازن من الساحة احداها نشره موقع الجزيرة باللغة الإنجليزية دون أن يتم تأكيدها من أي طرف رسمي.

 

الحديث يدور عن خطة قديمة تم عرضها قبل عشر سنوات والآن يجري إعادة بحثها من جديد من قبل الأطراف الفاعلة في المنطقة بما فيهم الأمريكان وتقوم على تبادل أراضي ثلاثي أو رباعي أو حتى خماسي.

 

السعودية ومصر في قلب هذه المحادثات وأطلعتا على السر بعكس المرة الماضية.

 

جوهر الفكرة يقوم على تشكيل ائتلاف سني إسرائيلي يوازن المحور الشيعي الذي يهدد إسرائيل من حدودها الشمالية، تقوم فكرة التبادل على تبادل واسع للأراضي تتنازل فيه مصر عن جزء من سيناء لصالح غزة ليتم توسيعها من الجنوب وتخفيف حالة الانفجار مقابل تنازل السلطة عن أراضي في الضفة لصالح الكتل الاستيطانية وتمكين إسرائيل من ضمها اليها وخلق تواصل جغرافي بينها مقبل تنازل إسرائيل عن أراضي من النقب لصالح مصر وتوسيع الحدود بينهما وهناك إمكانية لدخول الأردن والسعودية الى المعادلة بأفكار جديدة.

 

خطة شبيهة عرضت في إسرائيل قبل عقد من الزمان صممها الجغرافي الإسرائيلي البروفيسور يهشوع بن اريه وتبناها رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي جيورا ايلند وحاول شارون فحصها مع رئيس مصر في حينها حسني مبارك ولمن مصر القتها في سلة المهملات التاريخية ولم يوافقوا على التنازل عن ذرة تراب من سيناء.

 

اليوم الوضع مختلف كليا وسيناء تحولت الى عبئ على السيسي وهو يريد من يأخذ منه هذا الحمل الثقيل مقابل ثمن كما فعل في الجزيرتين مع السعودية.

 

المؤشرات التي تدلل على خطة كبيرة يتم بلورتها بشكل جماعي مع مصر والسعودية جاءت على شكل تسريبات حول موقف مصر والسعودية الحقيقي من اعلان ترامب وهو ما يعتقد الفلسطينيين رغم نفي هذه الدول أنه يعبر عن موقف السيسي وبن سلمان وموافقتهما الضمنية على إعلان ترامب.

 

في أحد تغريداته المح ترامب أن إسرائيل مطالبة بثمن سياسي مقابل إعلانه ولكن تفجير الفلسطينيين للوضع لم يتمكن من جبيه منهم وهو ما تؤكد مصادر سياسية ان خطة عضو الكنيست بالتنازل عن الاحياء العربية في القدس لصالح الفلسطينيين يتم بلورتها في ذات السياق.