22 رصاصة قتلت مستوطنا.
بعد أن قُتل القتيل، بدأ الإعلام الإسرائيلي ينشر صورا للمستوطن السعيد مع أبنائه وعائلته. فصحيفة هآرتس على سبيل المثال بدأت فقرتها الافتتاحية للخبر بالقول إن: "أبا يبلغ من العمر 35 عاما، لقي مصرعه بعد أن فتح مسلحون النار على سيارته بالقرب من نابلس."
الخبر بجانبه الإنساني لا يرهق المشاعر بأي نوع من التعاطف معه. ليس لأن المقتول مستوطن، والكاتب والمكتوب فيه وعليه، هي أدوات احتلال، ولكن لأن ذكريات الرقم 22، والرصاص الملتصق بأجساد شهدائنا الأطفال والشباب والرجال والنساء، وحتى المتضامنين معنا، ينقر ذاكرتنا بـ 22 رصاصة أخرى أفرغت في الذكريات.
فتلك كانت 22 رصاصة صبها جهاز الموساد في جسد الطيار التونسي محمد الزواري، قبل أكثر من عام مقتحما بلدا عربيا وجسدا متضامنا مع قضيتنا مؤمنا بها.
و22 رصاصة مماثلة أفرغها قناصة الاحتلال في جسد طالبة المدرسة الطفلة الشهيدة إيمان الهمص، ابنة 13 عاما، وهي تحمل حقيبتها على ظهرها متوجهة إلى مدرستها في رفح في 2004.
و22 رصاصة أخرى وزعها جنود الاحتلال في جسد بائع الصحف الشاب الشهيد معتز حجازين، في منزله، إثر ادعائهم بأنه قام بقتل المستوطن يهودا غليك "مهندس اقتحامات الأقصى".
للشهيد تطلق التحية بـ 21 رصاصة كتلك التي زينت جسد باسل الأعرج الذي تحل ذكراه السنوية الأولى بعد أسابيع.
فمن عام لآخر، يزيد عدد الرصاص، تتلقاها صدورنا رحبة واسعة، وندفنهم بها في قبور مظلمة موحشة.