الإثنين  25 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

بنيامين يختبئ في رواية سعودية!

2018-01-10 02:18:33 PM
بنيامين يختبئ في رواية سعودية!
تحرير بني صخر

 

بقلم: تحرير بني صخر 

 

ربما كان الخطأ القاتل لتسيبي ليفني هو ثقتها العمياء في بنيامين، فبعد أن منحته الثقة الكاملة كلّف الحكومة ما يقارب اثنين وستين مليونا وثمانية عشر ألفا وأربعمئة وواحد وعشرين شيقلا.

 

"تسيبي ليفني ستترأس الاجتماع، إنها غاضبة، غاضبة جدا"...

 

يأتي ذلك ضمن رواية "بنيامين" للكاتب السعودي إبراهيم عباس والتي هي الجزء الأخير من مجموعة ثلاثية تضمنت، الجزء الأول: "حوجن"، الثاني: "هناك" وأخيرا رواية "بنيامين" التي سأتحدث عنها هنا.

 

إبراهيم عباس وهو الشريك المؤسس لرابطة الخيال العلمي العربي "يتخيلون" وهو مخرج إبداعي، كاتب وصانع أفلام، وروائي، خرج من الصندوق المغلق لعالم الخيال بجزئيه المظلم والبهي، فانتفض بطريقة مبدعة يتماوج فيها ما بين التملص والالتصاق بالخيال أو الواقع كيفما يشاء.

 

يبدأ الكاتب عباس رحلته مع رواية "حوجن" التي تظهر للقارئ كأنها ضرب من الخيال إلا أن الكاتب يؤكد أنها رواية حقيقية، بطلها جني شاب في بداية التسعين من عمره، محترف في استخدام الآيباد ويهوى قيادة اللامبورغيني!

وثم ينتقل الكاتب ليضع القارئ في حالة من الانفصام في رواية "هناك"، التي تدور أحداثها حول قصة حقيقية أيضا، ينتقل بطلها حسام لعالم آخر ليلتقي ملاكا، إلا أن عودته لعالمه الحقيقي مشروطة بقتله.

 

رواية "هناك" تجسد بعض أهم الشخصيات التي غيرت حياة العالم مثل "دافشني، وبروس لي"، كما غيرت حياة حسام لتكون بمثابة كتاب للتعليم والاستمتاع، والنقطة المحورية في الرواية تضمنت فلسفة نقية حول قدرات "العقل الباطن".

 

في الرواية ستجد دافنشي واضحا أمامك لا يزال يرسم الموناليزا مؤكدا أنه لن ينهي رسمها حتى الأبد، وحذارِ أن تناديه بدافنشي لسبب كشفته الرواية.

 

يصف الكاتب شخصية بنيامين في الرواية بالطيبة!، حيث والدته قُتِلتْ لرفضها أعمال إسرائيل الشنيعة بحق الفلسطينيين، كما أن بنيامين أصيب في حرب غزة ففقد عيناه لكنه مشى على خطى والدته بالاعتناء بضحايا الحرب من أطفال غزة.

 

قراءة ذلك المزج الغريب يجعلك تتشنج، فاسم نتنياهو ارتبط في أذهاننا بالقتل والأسر ومصادرة الأراضي وهدم البيوت، وأخير إعدام الأسرى، وفي الرواية اختلف كل ذلك!.

 

لكن ما ترويه الرواية قد لا يتخلف كثيرا إن قرّبت الأمور وقمتَ بربطها بتحسن العلاقات ما بين إسرائيل والسعودية فالعدو واحد، إنه إيران!.

 

دعنا نقول إن الكاتب، ربما يتحدث عن بنيامين غير الذي نعرفه إن قمنا بنزع ليفني وبن دهان ونفتالي، لتجد أن الأمر يستحيل عليك، لكن تعاطف الكاتب مع بنيامين بجعله ضحية من ضحايا إسرائيل، فهو فاقد لبصره! لأمرغريب أهو تجميل لقاتل سفاح؟!.

 

بنيامين: "نعم نعم لن ننسى تضحيات تدمير بيوت المدنيين وسحق الأطفال الإرهابيين في حربي غزة"

 

يظهر بنيامين في الرواية رافضا للحروب ويسعى لإيقاف سفك الدماء وربط الأمر بوصوله للهيكل المزعوم، لكن مع الاشتراط على المنظمات الماسونية وضع حد للحروب وسفك الدماء في حال تسليمه لها، بشكل أساسي الرواية تدور حول لجوء إسرائيل لكل شيء للوصول للهيكل المزعوم، من ضمنها الاستعانة بالجن.

 

كما تشير الرواية لحالات الكذب في بداية الاحتلال الإسرائيلي بغية جذب وتوطين اليهود في دولة الاحتلال، في حين إذا لوحظ أي تعاطف منهم للفلسطينيين يتم نفيهم للمستوطنات التي في الأطراف، أو يتم تصفيتهم كما حدث مع والدة بنيامين في الرواية، وهو ما توسع فيه كتاب "قضيتي ضد إسرائيل"  للكاتب اليهودي أنطوني لوينستاين.

 

أخيرا، في الحقيقة، أكاد أجزم أن الرواية جردتني مما تبقى لدي من عقل كونها لم تقل بشكل مباشر ما  بين السطور، خوفا مما قد تكشفه، لا أعلم، فالسطور كفيلة بالإجابة.