عز الدين أبو العيش اسم بمجرد ذكره تستنفر لدي كل المشاعر السلبية، هو أب لثلاث طفلات شهيدات، من ضحايا العدوان الصهيوني على غزة. قبل يومين نشرت وسائل الإعلام خبرا أن هذا الطبيب يعزي يهودا غليك بوفاة زوجته. غليك معروف أنه برلماني صهيوني يميني متطرف.
قبل بضع سنوات كان لي شرف أن تعينني جامعة بيرزيت ضمن تسعة أكاديميين من كليات مختلفة في لجنة لاختيار مرشحين لجائزتي المعلم المتميز والطالب المبدع، وخلال أحد اجتماعات عرض رئيس اللجنة رسالة وصلت لرئيس الجامعة في حينه الدكتور خليل الهندي يعرض مرسلها تبرعا سخيا تحت مسمى "منحة البنات الثلاث" بمبلغ 50 ألف دولار كمنح لثلاث طالبات. وزعت الرسالة علينا لنقرأها ونعمل على ترشيح ثلاث طالبات للحصول على هذه المنح. وخلال قراءة الرسالة آنذاك، ضجت أذنى بصدى مزعج بعثه اسم المرسل، كان عز الدين أبو العيش. وقد حضر إلى ذهني تقرير لإحدى الفضائيات أظنها ال (بي بي سي) إن لم تخني الذاكرة. كان أبو العيش في التقرير في زيارة لإحدى المستوطنات "نتساريم" يعانق المستوطنين. وكان واضحا مقدار الألفة بينه وبينهم وأنه أكثر من مجرد ضيف يزورهم للمرة الأولى.
هذا المشهد الذي حضر لذاكرتي طرحته في اللجنة، وقلت لهم: إنني حتى أشك أن هذه المنح عن روح بناته كما يدعي، بل هي من جهة ما تريد توريط جامعة بيرزيت وتلويث سمعتها. استغرب زملائي في اللجنة ذلك، لكن زميلين هما الدكتور رياض موسى من كلية التجارة والاقتصاد والأستاذ المرحوم تيسير العاروري من كلية العلوم قالا: إذا كان هذا الشخص هو نفسه فنحن مع رفض هذه المنحة. ودعم الموقف د. إبراهيم موسى من كلية الآداب قائلا: دعونا نتأكد من ذلك، وإذا ثبت نرفضها.
غادرنا الاجتماع وبعد أقل من ساعة جاءتني مكالمة من مكتب نائب الرئيس المساعد د. عزيز شوابكة وهو رئيس اللجنة أيضا يطلب مني أن أرسل أي إثباتات له ليرسلها لرئيس الجامعة، بحثت ووجدت أشياء كثيرة ومنها ما هو بالصوت والصورة ما تؤكد تورط هذا المدعو أبو العيش في وحل العلاقات مع قتلة بناته قبل وبعد استشهادهن. من بينها أنه حين قصف بيته كان يتكلم على الهاتف مع صديق له هو مراسل القناة العاشرة الإسرائيلية وأنه يحاضر في كنيس يهودي في كندا وأشياء أخرى.
وقبل كتابة هذا المقال الصغير، دخلت إلى الانترنت لأسمع حديثه بالصوت والصورة أنه كان يبحث عن حماية لبيته قبل قصفه واتصل بغابي غازيت واتصل به مدير معبر إيرز على حد تعبيره أخذ منه تفاصيل بيته موقعه لونه..ألخ" لم تنفعه تعويذة غازيت ولا تفاصيل بيته في مفكرة مدير إيرز، ولا صداقاته الكثيرة مع الصهاينة، كل ذلك لم يوقف المتهافت على العمالة، لم يقف في وجه الصواريخ الإسرائيلية التي قصفت بيته. يدعي الحكمة ويدعي المعرفة ويحاضر في "السلام" ويرفض أن يقول من السبب في فقدانه لبناته ويدعي في حديث متلفز أنه الوحيد في العالم الذي يعرف الحقيقة".
ملعون أبو العيش الذي يفقد الإنسان عزة دينه ونفسه وكرامته وانتماءه.