الخميس  28 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ليلة المركزي بانت من العصر/ بقلم: وداد البرغوثي

2018-01-14 11:42:23 AM
ليلة المركزي بانت من العصر/ بقلم: وداد البرغوثي
وداد البرغوثي

 

استراحت منظمة التحرير لأكذوبة أنها الممثل الشرعي الوحيد الفلسطيني. شعار قضى في سبيله ودفاعا عنه الآلاف المؤلفة من الشهداء ولم يتخلوا عنه. نعم كان شعارا مقدسا قبل أن تمسخه المنظمة و تلطخه بلوثات أوسلو واستبعاد هدف التحرير وإلغاء الميثاق الوطني الفلسطيني، والسقوط في شرك التنسيق الأمني، والقبول بملاحقة الوطنيين، وغير ذلك من الفيروسات التي أصابت جسدها وأوهنت ذاكرتها وأرخت مفاصلها وأعجزتها عن الحركة والفعل. وبعد كل هذا يجتمع المجلس المركزي برؤوسهم البيضاء إلا من رحم ربي وصبغ شعره .

ولن أناقش هنا مكان الانعقاد ولا زمانه ولا من سيحضر ولا من سيقاطع،  لكن الموضوع الأهم ما الذي ينوي هذا المجلس أن يفعله في جلسة أشبه بجلسة عجوز أقعده العجز والمرض طويلا وآن له أن يقدم وصيته أو يوزع تركته.

ما هو مطلوب شيء واحد إذا كان قادرا، هو إلغاء أوسلو التي كبل الشعب الفلسطيني بتبعاته ربع قرن من الزمان، ربما بدون أوسلو كانت كافية لتكبيل"إسرائيل" ولجم وحشها الفالت بقوة حجارة أطفالها وشبانها. هل سيفعل المجلس ويلغي أوسلو ويفرط مسبحة تبعاتها؟. يجب أن يفعل على الأقل على قاعدة الشعر الذي يقول: فإن من يبدأ المأساة ينهيها أو المثل القائل"اللي بيكسر القرد بيجبره"، لكن واضح أن هذا لن يتم. لأن أمره ليس بيده فهذه القدسية أسبغوها على الاتفاق والعملية التفاوضية والتنسيق الأمني. ودعوتهم لعرّاب أوسلو الأمريكي، وغير ذلك من مكونات القرف الذي نحن فيه، يؤكد حجم التورط الذي لا فكاك منه تؤكد ذلك، .يذكرني هذا بأحد الحمقى الذي وجد نفسه قد داس في "جبلة باطون" وبدل أن يرجع تقدم إلى الأمام حتى غاصت ركبتاه ولم يعد يقوى على الحركة إلى أن جاء من ينقذه فقال في رده على من لاموه" وقعت وكل ما أمشي أغطس أزيد"، أحمق واكتشف تورطه وخطأه خلال دقائق.

أنتم يا مجلسيون لم تكتشفوا بعد ربع قرن. غاصت المنظمة بعد أن تخففت من عبء التحرير ومن الميثاق الوطني حتى الرقبة، فكيف يمكن أن تخرج بعد أن جف الباطون وتصخّر على جسدها تماما؟. 
يقول حنا مينا: " هم يخدعونك، ففخارنا سيبقى هشا ويسهل كسره ما دامت الفاخورة نفسها وصاحبها هو نفسه". علينا بفاخورة جديدة متينة عمادها الشباب الثائر وذوي التجربة الذين لم يفقدوا حكمة الشيوخ الثوار بعد.  فلم تعد هذه المنظمة بمجلسيها وبتنفيذيتها قادرة على تمثيلنا فلماذا نقبل نحن بها؟ ليلة الخيّر بتبين من العصر. فلماذا ننتظر حلكة منتصف الليل؟.