ترجمة الحدث- أحمد أبو ليلى
نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية في افتتحايتها صباح اليوم، تقول إن على الحكومة في دولة الاحتلال أن تنظر بعناية إلى خطاب الرئيس عباس، الذي يمكن أن يكون الأخير قبل تحلل السلطة.
وفيما يلي نص الافتتاحية:
ويتعين على الحكومة الاسرائيلية إن ترى كلمات الرئيس الفلسطينى بمثابة تحذير أخير قبل تفكك السلطة الفلسطينية.
إن خطاب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية يجب أن يتردد بصوت عال ليس فقط في واشنطن والقدس بل بين الجمهور الإسرائيلي أيضا.
وفي وجه ذلك، قدم عباس مشروع قانون الطلاق إلى إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقال بصوت عال وواضح أن إسرائيل هي التي تسببت في انهيار اتفاقات أوسلو، وأنه من الآن فصاعدا سوف يرفض أي وساطة أمريكية.
والواقع أن الرئيس عباس يقول إنه لا توجد في المستقبل المنظور فرصة لبدء مفاوضات واقعية يمكن أن تسفر عن نتيجة دبلوماسية مستقرة. وهذا ليس انقلابا تكتيكيا في رقعة الشطرنج بهدف حشد الضغوط الدولية، بل صرخة من اليأس من قبل رئيس فلسطيني يرى كيف وصلت رؤية دولة فلسطينية مستقلة إلى طريق مسدود.
ويواجهه من قبل حكومة إسرائيلية تستمد هويتها الوطنية من استمرار الاستيطان في الأراضي المحتلة، التي ابتكرت باستمرار الأعذار لتجنب أي عملية دبلوماسية، ومنذ البداية رفضت الاعتراف بعباس كشريك تفاوضي.
وتؤيده الولايات المتحدة، التي أصبحت أحد الأطراف في المفاوضات عندما اعترفت بالقدس عاصمة لإسرائيل، التي خرقت سياستها السابقة وقرارات الأمم المتحدة.
هذه هي الإدارة الأمريكية التي تخطط لخفض كبير في المساعدة المقدمة إلى وكالة الأمم المتحدة لمساعدة اللاجئين. هذا هو الرئيس الأمريكي الذي يهدد بتخفيض المساعدة للسلطة الفلسطينية إذا لم يطع أوامره. يتدهور الدعم العربي تدريجيا، حيث تنضم السعودية إلى التحالف الإسرائيلي الأمريكي مع مطالبة الرئيس عباس بالتخلي عن المبادئ الأساسية للقومية الفلسطينية. ومن شأن مثل هذه الحركة المهزومة الدبلوماسية أن تجلب أي قائد إلى اليأس.
إن الحق الإسرائيلي، الذي يميز اتفاقات أوسلو كجريمة، وعباس باعتباره إرهابيا وترامب كأفضل رئيس أميركي كان لدى إسرائيل، قد ينظر إلى الاستنتاجات القاتمة للرئيس الفلسطيني كدليل على انتصار سياسة إسرائيل، أو على الأقل تأكيدا لإعفاء إسرائيل من نفسها من التعامل مع النزاع. بعد كل شيء، هو عباس نفسه الذي أزال الآن نفسه كشريك.
ولكن سيكون من الخطأ الكارثي أن نعتبر الخطاب مبررا لتفادي أي مبادرة دبلوماسية. وفي غياب الأفق الدبلوماسي، تزداد قوة الجماعات المتطرفة الدينية والعلمانية، ويتحمل البديل الإرهابي شرعية أكبر، ويتعرض التعاون العسكري مع السلطة الفلسطينية للمعاناة، ويتوسع احتمال المواجهة العسكرية.
هذه ليست لعبة صفرية حيث اليأس الفلسطيني هو ميزة لإسرائيل. على العكس من ذلك، يجب على الحكومة الإسرائيلية أن ترى كلمات عباس بمثابة تحذير نهائي قبل تفكك السلطة الفلسطينية، وهي خطوة من شأنها أن تفرض المسؤولية عن حياة الفلسطينيين على أكتاف إسرائيل، في كل المجالات. عند هذه النقطة، لن تكون الحكومة قادرة على غسل أيديها من المشكلة والاستيلاء على خطاب عباس كدفاع.