ترجمة الحدث - أحمد أبو ليلى
نشرت صحيفة هآرتس تحليلا لرئيس جهاز الموساد السابق، يشرح فيه أخطاء ترامب ومنبعها وكيفية الاستفادة من جهله.
وفيما يلي نص التحليل مترجما:
منذ انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، تتبعت قراراته بشأن الشؤون الخارجية والأمن في محاولة عابثة للعثور على نوع من القاسم المشترك المنطقي، واستراتيجية منظمة تقوم على تصور مكاني شامل. وقد قدم بول كروغمان الحائز على جائزة نوبل فى الاقتصاد وكاتب عمود لصحيفة نيويورك تايمز تفسيرا مقنعا لذلك فى عموده الاسبوع الماضى بعنوان "المعرفة بالقرن 21".
يحتوي العمود على رؤيتين رئيسيتين: أولا، أصبحت الولايات المتحدة أعظم قوة في العالم لأنها بلد من المهاجرين، وكل من يحارب ضد الهجرة يقاتل في الواقع ضد أولئك الذين جلبوا هذا النجاح. ثانيا، من بين الجمهوريين هناك أغلبية يعتقدون أن نظام التعليم العالي في الولايات المتحدة له تأثير سلبي على البلاد، قائلا كدليل على أن الناس مع وجهات النظر المحافظة ليست سوى تمثيل ضئيل في ذلك.
هذه الأفكار تساعدني على فهم السبب، عندما يتعلق الأمر بسياسته المتعلقة بالشرق الأوسط والصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ترامب هو مجموعة غير متماسكة من القرارات والأهواء غير ذات الصلة. وهي لا تستند إلى أساس متين من البيانات والحقائق والتقييمات، مما سيجعل من الممكن بناء استراتيجية واضحة وشاملة مع فرصة جيدة للتوصل إلى حل لها.
يجب على كل شخص ذكي أن يفهم أن حل الدولتين هو بوليصة تأمين لدولة إسرائيل، الطريقة الوحيدة التي يمكن للبلد أن ينقذ نفسه من نفسه. هذا هو النموذج الذي حتى ترامب يجب أن يقهمه. وهي أيضا وثيقة تأمين للحفاظ على إسرائيل في الشرق الأوسط، باعتبارها حليفا إقليميا قويا للولايات المتحدة، في مواجهة قوة روسيا المتزايدة والتوسع الإيراني والتهديد الإرهابي الإسلامي.
إن حل الدولة الواحدة - أو أي "ارتجال ذكي" آخر - سيجعل إسرائيل تنزل إلى الفصل العنصري، وتحولها إلى بلد يتعمد تحقيق تآكل الديمقراطية (ليس فقط بسبب الضم، بل أكثر من ذلك بسبب الاستسلام إلى الأرثوذكسيين المتدينين) اليهود)، يصبح حتما عبئا بدلا من كونه أصيلا في الولايات المتحدة. وعلى هذا المنحدر الزلق، لن يتناقص الصراع. وبدلا من ذلك، فإنها ستفرض أبعادا خطرة.
إن الاعتراف بالقدس عاصمة إسرائيل، سواء كعقوبة أو محاولة أمريكية لجلب الفلسطينيين إلى طاولة المفاوضات، مطلقة عن السياق العام لحل الصراع، هو عمل غير منطقي. وينطبق الشيء نفسه على قرار ترامب بتجميد جزء من الأموال التي تقدمها الولايات المتحدة للأونروا. وكان من الممكن أن يكون هذان القراران صحيحين - بل وربما كانا جديرين بالاهتمام - إذا كانتا جزءا من خطة سلام استراتيجية شاملة، يتضمن التقدم فيها تنازلات من الجانبين.
ترامب من الممكن أن يفوت وقتا مواتيا في الشرق الأوسط: فرصة لتعبئة العالم السني من أجل دفع الأقلية الشيعية وشريكها الروسي. ومن أجل الاستفادة منه، يجب أن نترك المحاولة الحمقاء لإجبار الرئيس الفلسطيني محمود عباس على العودة إلى المفاوضات، وبدلا من ذلك يجب اجبار الحكومة الإسرائيلية على العودة إلى طاولة المفاوضات بناء على اقتراح عام 2003 المقدم من المملكة العربية السعودية وجامعة الدول العربية.
والكاتب هو الرئيس السابق للموساد وعضو في قيادة الحركة الأمنية الإسرائيلية.