الحدث- ريم أبو لبن
هي حشرة صغيرة جداَ لا يتجاوز حجمها ثلث حجم البعوضة العادية، تقترب خلسة من جسدك دون أن تصدر أي صوت، لتعلن بعد ذلك انتصاراَ بعد لسعك، وهي بدورها تكون قد زودت جسدك بدم مصاب دون أن تشعر، وغرست بويضاتها بداخلك.. وما حصدته أنت بقعة حمراء في البداية وان تقاعصت عن العلاج أسبوعاَ واحداَ تجد نتوءاَ و"حفرة كبيرة في جلدك".
"ينجم عن قرصة ذبابة الرمل حفرة في الوجه، وأحياناَ تؤدي إلى تآكل نصف الأنف والوجه وقد حصلت من قبل،". هذا ما أكده لـ"الحدث" مدير صحة أريحا د. أرب عناني.
هنا نتحدث عن ذبابة الرمل (أريحا) والمسببة لمرض اللشمانيا، وهو مرض طفيلي المنشأ يتنقل عن طريق قرصة ذبابة الرمل، وقد تسبب هذه الذبابة قبل يومين بحفر قدم أحد المواطنين أثناء قدومة إلى أريحا وذلك بفعل قرصة ذبابة الرمل ليسجل حالة إضافية في سجل المصابين في المدينة.
"الذبابة تتمركز في مدينة أريحا السياحية لاسيما وأن الظروف المناخية فيها تساعد في تكاثرها فهي تنشط في فصل الصيف والربيع ، وتنتشر في الأغوار الشمالية والأماكن المهجورة والكهوف والمناطق التي تعرض لـ تشققات، كما أنها تتواجد بكثرة في حظائر الحيوانات والأراضي الزراعية". هذا ما أكده لـ" الحدث" مدير صحة أريحا د. أرب عناني.
وأضاف : " من يحمل المرض للانسان هي الحيوانات التي لديها أجسام خازنة للفايوس ومنها (الكلاب والقطط والثعالب والجرذان والوبر الصخري)، أو الانسان المصاب".
الذبابة تتغذى على دمك
تنقل ذبابة الرمل طفيلي اللشمانيا عن طريق مصه من دم المصاب وقد يكون هذا المصاب (إنسان أو حيوان كالكلاب و القوارض)، ثم تقوم الذبابة بنقل هذا الدم إلى شخص آخر وهكذا. هذا ما أكده لـ"الحدث" د. أرب عناني.
من المعروف أن ذبابة الرمل (أريحا) تطير على ارتفاع منخفض عن سطح الأرض بحوالي متر أو أقل، وتنشط هذه الحشرة في أخر النهار أو أول الليل، فعندما تلدغ هذه الحشرة الإنسان أو الحيوان أو حتى الطير السليم لتتغذى على دمه فإنها تنقل إليه طفيلي اللشمانيا.
وبعد أن يلدغ الجسد، ماذا يحدث؟
عندما يتعرض المريض للسعة ذبابة الرمل وخاصة في الأماكن المكشوفة مثل الوجه والذراعين وبعد حضانة تستغرق عدة أسابيع تظهر حبة حمراء على الجلد ثم تكبر حتى تكون مسطحة وتتطور حتى تكون على شكل قرحة على الجلد، وعادة بعد عدة أشهر تبدأ القرحة بالالتئام تاركة ندبة على سطح الجلد.
قال د. عناني : "بعد أن يسلع الجسد تظهر بقعة حمراء في مكان اللدغ، وهناك بعض الحالات البسطية التي عولجت بعد مدة زمنية قليلة، ولكن إن اتسعت البقعة الجلدية تلك فإنها تؤدي إلى حفر الجلد بطريقة مؤذية ويتسبب هذا يحدوث بعض الأمراض".
وعن تعرض الأعضاء الداخلية للاصابة إثر اللسعة، أوضح د. عناني بأن اللشمانيا الطفيلي لديها نوعين و منها ما هو جلدي أو اللشمانيا الحشوية، وهذه تصيب الأعضاء الداخلية وتضر بـ الكبد والطحال والعظم والغدد الليمفاوية.
وعن الحالات المصابة، قال د.عناني : "سجل لدينا 50 حالة أصيبت بفعل ذبابة الرمل، وهذه الحالات موزعة في مناطق الأغوار ( أريحا، الغوجا، فصايل، الجفتلك، مرج نعجة، الغزال ..) ، حيث تم معالجه معظم هذه الحالات وتبقى منها 7 حالات يعالجون بحقن تحت العضل وقد وصفت حالتهم بـ (الصعبة) وذلك بفعل تأخرهم بتلقي العلاج اللازم".
أضاف : "الاصابات الناجمة عن ذبابة الرمل ليست جديدة، ففي عام 2016 قد سجل حوالي 75 اصابة، وفي عام 2015 سجل قرابة 68 حالة ".
مدينة القمر هي مرتع ذبابة الرمل أو ما تسمى ذبابة أريحا أو اللشمانيا، حيث لم تكفي الذبابة بلدغ سكان المدينة فقط وإنما تنقلت بين المناطق الريفية والزراعية لتصل إلى كلا من محافظة طوباس وقلقيلية والخليل، وبيت لحم، والقرى المحيطة بمدينة رام الله.
في ذات السياق، قال د. عناني : "هناك حالات مصابة قد وصلت لدينا من مدن بيت لحم، خليل، رام الله، رغم أن العلاج متوفر في هذه المدن ولكن يتم إرسالهم لتلقي العلاج في أريحا".
تآكل للأنف والوجه
" ينجم عن قرصة ذبابة الرمل حفر في الوجه، وأحياناَ تؤدي إلى تآكل نصف الأنف والوجه وقد حصلت من قبل، ويحدث ذلك إثر تأخر العلاج واعتماد المصاب على استخدام الكريمات والمضادات الحيوية كعلاج للسعة، وبعض الأطباء لا يدركون خطر لسعتها وما ينجم عنها". هذا ما أكده مدير صحة أريحا د. أرب العناني.
أضاف : "علاج الوحيد للسعة هو سائل بونستان حيث يتم حقنه في مكان التقرح والذي أحدثته ذبابة الرمل (أريحا)، وإن لم نجد أي تحسن لدى المصاب بعد حقنه يتم حقنه بالسائل تحت العضل وحول الاصابة وإمداده بالمضاد الحيوي وإن لم يتحسن نحقنه بالوريد".
اضاف : "هذا العلاج تقدمه وزاره الصحة للمصاب وبشكل مجاني فهو رغم أنه مكلف".
للقضاء على الذبابة !
"تتكلف وزارة الصحة آلاف الدولارات لشراء المواد للقضاء على ذبابة أريحا في داخل المنازل والمنشآت الحكومية". هذا ما أكده مدير صحة أريحا د. أرب عناني.
أضاف: " وزارة الصحة توفر لنا المواد اللازمة للقضاء على الحشرة، حيث نقوم برش منازل الأغوار وأريحا بتلك المادة مرتين أو ثلاثة في العام الواحد، وتتم عملية الرش تلك بناءَ على الفترات الزمنية التي تتكاثر فيها الحشرة أي في الصيف والربيع".
واستكمل حديثه : "المناطق الواقعة في الاغوار وعلى الحدود الإسرائيلية لا نستطيع الوصول إليها بفعل إجراءات إسرائيلية، كما أننا منعنا من طخ الكلاب الضالة والمصابة أو اطعامهم مواد سامة لقتلهم".
وعن تزايد أعداد الكلاب بالقرب من الحدود الخاضة للسيطرة الإسرائيلية، قال: "عدد هذه الكلاب الضالة كثير جداَ، إذا لم يقضى عليها ستزيد عدد الحالات المصابة إثر لسعة ذبابة الرمل والتي تعيش في أجساد الكلاب المخزنة للفيروسات".
قال د. عناني : "لقد تم تدريب رؤساء المجالس القروية لدى القرى على كيفية استخدام الرش حتى يخفف علينا العبئ والقدرة السيطرة على الذبابة في كل المناطق