الخميس  28 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

المشكلة في المأذون بقلم: وداد البرغوثي

2018-01-26 02:42:59 PM
المشكلة في المأذون
بقلم: وداد البرغوثي
وداد البرغوثي

لعل تزويج المُغتَصَبة من مغتَصِبها أسوأ من الاغتصاب نفسه. وبالتالي فإن هذا القانون أو العرف يعتبر من أفظع الحلول التي يمكن أن تطرح. لكن ما لا يمكن أن يتخيله العقل أن تتقبل المغتصبة هذا الزواج بل وتتمسك به وتطلبه بشرط أن تختار المأذون. والهدف من سوق هذا التصور البسيط والذي يبدو غير منطقي هو لمقاربة ما هو غير منطقي في السياسة. وكم يبدو عجيبا محاولة استنطاق اللامنطق وتحويله إلى منطق ب"الكرتا"، فما يدهشنا هذا التشبث الشديد الذي تبديه السلطة وبعض أقطاب منظمة التحرير بعملية التسوية. وكأن العملية أصبحت إنجازا كبيرا يجب ألا نخسره فيخيل لنا ألا مشكلة في الطرف الآخر من العملية وهو الاحتلال الصهيوني، لكن المشكلة في الراعي الأمريكي، وأن "أمريكا" لم تعد راعيا نزيها.

 

ومن هنا نجد عددا من المسؤولين في مختلف مواقع المسؤولية يتحدثون عن المجهودات المبذولة من قبلهم في البحث عن راع نزيه للمفاوضات.

 

من هو الراعي؟ الله أعلم.

ثمة سؤالان كبيران أجاب عليهما ربع قرن من التسوية والمفاوضات العقيمة، وهما متى كان الراعي الأمريكي راعيا نزيها، ومتى كان المحتل معترفا بحق الشعب الفلسطيني، أو حتى بكم كمفاوضين؟

 

حالة من التخبط الكبير يقع فيها هؤلاء المسؤولون. وبدل أن يعترفوا بما آلت إليه الأمور من نكبات وتأكيدات بأنهم يسيرون في طريق أغلقت نهاياته بالحديد والنار، يمعنون في العناد ويغذون الخطى نحو النهايات المغلقة وكأن رؤوسهم لم تصطدم بجدار العناد الصهيوني مرة تلو مرة تلو مرة. يتناسون أن الخلل الأساسي في وجود الاحتلال الذي لا تنفع معه المفاوضات ويتصورون أنه لا بد من تغيير المأذون. المأذون الأمريكي لم يعد ينفع. السلطة يعجبها العريس لكن المشكلة في المأذون.