لسنا إلا أولياء أمور نتحدث في حدود طاقتنا الشعورية فقد خلقنا بها ومن خلالها نستطيع تخطي كل العقبات وخصوصا في محور نشأتكم كجيل واعي يفهم مصلحته ويسعى إلى إيجابيات تجعل منه شخصاً مهماً في المجتمع وأيضا نبني بها أفكارنا ومساحة الصبر والتحمل لتجعل منا قلباً يمدكم بالأمان والحب والثقة التامة التي تحول دون إصابتكم
بأي من المشاعر السلبية التي تكون عائقاً في تطوركم .
أيها الأبناء أنتم لنا زرعاً يحتاج الرعاية لكي ينمو صحيحاً ,تبدو لكم هذه المشاعر كحلقة تكاد تحاصر ميولكم ونشاطكم وتطلعاتكم المستقبلية ,ولكن لربما تقفون أمام أنفسكم متجاهلين ما نسعى اليه دائماً ظناً بأنكم أنتم الصواب والأهل هم الفجوة العقيمة التي تهدم الطموح . أيُها الأبناء هل لكم بوقفة جادة وإعادة الدولاب الى الوراء لتعو أن هناك من يراقب عن كثب خوفاً ورعاية وليس فجوة تقف أمام طموحكم؟هل لكم بإعادة النظر؟ فالآن وفي هذا العصر السريع الذي يسرق منكم أجمل اللحظات الأسرية بين الأهل والأحباب وأحدد تماماً ما يحصل في عصر التكنولوجيا (الإنترنت ) هذا العالم الذي يُفهم خطأ من قِبلكم الذي يجعل منكم أداة وعنصراً يبرمجكم كعبيد وليس بشر هذا الذي يحصل تماماً للكثيرين ,فالأم لم تعد أم والأب أصبح في حيرة يسعى دائماً الى تقبُل الوضع رغم الرفض ,والأم أصبحت تخاف كبرها فهذه الحالات للأسف أصبحت في تكائر مما يتسبب الضغوط النفسية للأهل يصطحبها العديد من الأمراض .
لكم أيها الأبناء أن تعو بأن هناك مسؤولية تجاه ذويكم وأن لكم رعايتهم وتخطي الأحداث التي تجعلهم يستاؤون منكم .وهناك العديدوالعديد ممن لا يأبهون ولا يستطلعون الى مدى خطورة ما هم عليه الآن .
مواقع التواصل الإجتماعي بشكل عام لها اثرها في أخذ الوقت الطويل منكم لعدم ترتيب وقتكم اليومي ,فهناك من خلقنا على صورته وخلق الكون بترتيب ونظام .فالعشوائية هي نقطة الهدم التي تأتي بكم الى الحضيض فكل شيئ له وقته وله نظامه والأهل هم أولويات برنامجكم لكي تحافظوا على بنيان الثقة بينكم وبينهم فهم مصدر للأمان في الأسرة .
كم منكم راجع يومه كم منكم غالط نفسه فهناك لا مبالاة تستوطن وجدانكم تكاد لا تنتميكم وإنما معاشرتكم الطويلة مع آلة هي التي تبني هذه المشاعر العقيمة التي تصبح جزءاً منكم إن لم تعو ذلك.
فلا تَدَعو عقولكم تنساب الى تدمير أرقى المشاعر الإنسانية والألفة ما بينكم وبين الأسرة فهي حلقة وصل لكم ,تربطكم بالمجتمع فإن كانت سليمة فهناك جيل واعي إيجابي يخرج الى مجتمعه ليفيد ويستفيد ,وإن كان العكس فهذا يحتاج الى وقفة لإستعادة برمجة عقولكم الى الأفضل.
لنا أن ننظر لفقرة فيها الابناء والأهل جالسون في مكان واحد وليس هناك أي تعابير أو مشاعر كلٌ للآخر أثر ما يحملون من أجهزة ألكترونية وجلوسهم مع العالم الآخر الا وهو عالم الفيس وما خالفه وتلاشيهم العالم الحقيقي الواقعي الجميل .فمن الممكن ارسال التعابير الوجدانية كبوستات للآخرين وإبداء الفرحة أمام هذه الشاشات الألكترونية وإظهار العكس عند الخروج لواقع هو الأهم والأجمل .
نقطة مهمة تدعي الإهتمام ألا وهي ما يخلفه العصر من سلبيات أنتم المسؤولون من الدرجة الأولى فالواقع يدعوكم الى الإنفراد لتعو حقائق الأمور بوضوح والخروج بنقاط مهمة تكون لكم حافزاً قوياً يبني ولا يهدم يرفع ولا يُسقط يُفرح ولا يُحزن يزدهر ولا يندثر لتكونوا أزهاراً للوطن أجيالاً تبنيه ترفع من مستواه فأنتم الجيل الواعد الجيل الجميل الذي نتمناه .