الحدث- عصمت منصور
كتب المستشرق الإسرائيلي والخبير في الشؤون العربية يوني بن مناحيم مقالاً عن استراتيجية الرئيس الفلسطيني ما بعد اعلان ترامب، الذي ترجمته "الحدث".
فيما يلي نص المقال مترجما:
أدرك الرئيس الفلسطيني أبو مازن أن موجه الاحتجاج العربية والفلسطينية والتي جاءت إثر إعلان ترامب القدس عاصمة لدولة الاحتلال قد خبت بعد شهر ونصف على اندلاعها وأن الدول العربية غير معنية في فتح مواجهة مع الولايات المتحدة كما ان المواطنين في الضفة لا يريدون انتفاضة جديدة والنضال انتقل من الميدان إلى أروقة السياسة الدولية.
الرئيس أبو مازن يصر على إيجاد إطار دولي داعم للقضية الفلسطينية وان الاحتكار الأمريكي لرعاية عملية السلام ولى دون عودة لذا فأنه يدير محادثات مع الصين وروسيا والاتحاد الاوروبي واليابان وجنوب افريقيا والبرازيل لحشد مواقف داعمة لهذا التوجه.
الرئيس أرسل مبعوثه نبيل شعث إلى اليابان وكوريا الجنوبية من أجل مطالبتهما بالاعتراف بالدولة الفلسطينية والانضمام إلى الإطار البديل للولايات المتحدة.
خطة الرئيس تتلخص في جعل الإطار الدولي اإى إطار راعي للمفاوضات ومحاكاة التجربة الايرانية مع الدول الخمسة + واحد وأن يتولى هذا الإطار مهمة دعم السلطة ماديا كبديل عن التقليصات التي ادخلتها الولايات المتحدة على ميزانية الأونروا وتهديدات الرئيس ترامب بقطع المساعدات.
بداية الأسبوع القادم سيجتمع الرئيس أبو مازن مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في موسكو من أجل حثه على دعم الفكرة ولكن يتضح الى الآن أن الاتحاد الأوروبي لم يتشجع للفكرة حيث نشرت صحيفة الحياة نقلا عن مسؤول أوروبي ان الرئيس الفرنسي أرسل مبعوثا للرئيس الفلسطيني يطالبه بعدم الانسحاب من عملية السلام التي ترعاها الولايات المتحدة وانتظار خطة ترامب الجديدة والتقرير على ضوء ما ستتضمنه من حلول.
الرئيس الفرنسي مكرون عرض فكرة بلورة خطة سياسية جديدة في حال رفض الفلسطينيين خطة ترامب والرد الفلسطيني جاء على لسان صائب عريقات أن الرئيس سيبحث المقترح الفرنسي.
من الأفضل للرئيس عباس أن يستمع للملك عبد الله الذي يفترض هو الأخر أن يكون طرف اساسي في صفقة القرن والذي قال في دافوس إنه لا يمكن ان يكون هناك مفاوضات أو عملية سلام دون الولايات المتحدة.
ربما يأخذ الرئيس شعبه إلى جولة من المعاناة والإحباط تستمر لأشهر إلى أن يدرك أن الملك عبد الله محق.
ربما أن الرئيس مدرك لهذا الآن ولكنه يريد القول إنه قادر على تحدي أمريكا وإسرائيل وأنه جرب كل ما بوسعه وتبرير عودته للمفاوضات!