الحدث- محمد غفري
مع ساعات الفجر الأولى، يتوجه كل يوم أحد الشاب المقدسي بشار وعدد من أصدقائه المتطوعين في ملتقى الرجاء التطوعي، إلى أحد حواجز الاحتلال العسكرية، التي تفصل الضفة الغربية عن مدينة القدس المحتلة، لاستقبال العمال الفلسطينيين على طريقتهم الخاصة.
وبينما يقضي ألاف العمال الفلسطينيين ساعات طويلة في طوابير الصباح المقيتة على حواجز الاحتلال، في طريقهم للعمل داخل الأراضي المحتلة عام 1948، يكون عدد من متطوعي مبادرة "انتو الخير" بانتظارهم خلف الحاجز لاستقبالهم بابتسامة، وتقديم فنجان ساخن من القهوة وحبة تمر لكل واحد منهم.
صباح اليوم الأحد، وقع الاختيار على حاجز الزيتونة شرق مدينة القدس المحتلة، ليكون هدفاً للمبادرة الأسبوعية.
فور انجاز المهمة، دون مدير ملتقى الرجاء التطوعي أحمد جابر عبر صفحته فخوراً "عمالنا العظماء لكم تحية الصباح بحجم كل قطرة عرق طاهرة شريفة سالت من جباهكم في سبيل حياة شريفة ومجتمع أقوى".
فيما يقول المتطوع المقدسي بشار أبو شمسية إنه من خلال المبادرة يهدف لإصال رسالة إلى العمال الفلسطينيين " نحن معكم، وانتم اليد التي تقوم بالبناء، وهذه اليد دائما نحن معها".
وأضاف أبو شمسية لـ"الحدث"، أن العامل الذي يعاني على الحاجز منذ الساعة 5 فجراً، وينتهك الاحتلال حقوقه، من الجميل أن نستقبله بابتسامة بسيطة وحبة تمر وفنجان قهوة، تعطي له الطاقة لبقية يومه.
وحول تفاعل العمال الفلسطينيين مع المبادرة، قال أبو شمسية، الذي يشارك في المبادرة للاسبوع الثاني على التوالي بعد حاجز قلنديا، إن العمال استغربوا في البداية من وجود متطوعين منذ الصباح لاستقبالهم على الحاجز، فهم تسائلوا باستغراب "ما هي المناسبة لتوزيع التمر والقهوة؟"، فكان الرد عليهم "بس حابين نصبح عليكم"، وهو ما زرع الابتسامة على وجوههم، وشهد إقبالاً على المبادرة.
وتشير إحصائيات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني إلى أن عدد العمال الفلسطينيين في الداخل المحتل بالإضافة إلى المستوطنات من حملة التصاريح أو الهوية الزرقاء، قد وصل في الربع الثاني من عام 2017 إلى 128,400 ألف عامل، يضاف إليهم عمال يعملون دون تصاريح، وفلسطينيون يحملون تصاريح تجار واحتياجات خاصة لأغراض العمل.