تغطية: رام الله - يافا
ما أن انتشر خبر رحيل شاعر الشعب والثورة الشاعر المصري الراحل أحمد فؤاد نجم والملقب باسم الفاجومي، حتى تداعى عدد من المثقفين من محبي الثنائي الثوري الشيخ إمام والشاعر نجم، إلى إقامة عدد من الأمسيات الثقافية والفنية على امتداد فلسطين التاريخية.
الفاجومي الذي لم تغب فلسطين عن كلمته وحياته، لم يفقد الأمل يوما بأن التحرّر من الاحتلال آتٍ لا محالة، وهو القائل بعد انتصار ثورة “25 يناير”: “يا إخوانا في فلسطين، إحنا جايين”، ربما تجسيدا لجملته الشهيرة في أغنية يا فلسطينية حين قال: “يا فلسطينية وأنا بدي سافر حداكو”.
غاب الشاعر ولم تغب كلماته التي شغلت الناس والدنيا لما فيها من معالجات آنية لكل حدث هنا أو هناك، وجراءة قل نظيرها في النقد، ما أدى إلى اعتقاله في كل عصر من عصور الرؤساء المصريين، من جمال عبد الناصر مرورا بالسادات وصولا إلى مبارك الذي لم يستطع اعتقاله كثيراً لأسباب مختلفة.
غاب الشاعر الذي سيبقى حيا في ضمير الشعب العربي من أقصاه إلى أقصاه، وليس فقط في وجدان الشعب المصري، كونه تطرق بأشعاره العامية الثورية إلى كل ما شهدت الأمة العربية من نكبات ونكسات.
بدأت فعاليات تكريم روح الشاعر الراحل في فلسطين من “مسرح الميدان” في حيفا حيث أقيمت أمسية فنية تخللها بعض القراءات بعنوان “فلسطين تودع أحمد فؤاد نجم”، حيث أنشد الفنان الفلسطيني ألبير مرعب وابنته ماريا مرعب، عددا من أغنياته والشيخ إمام، فيما قرأ الفنان عامر حليحل، عددا من قصائده.
وفي رام الله نظم متحف محمود درويش أمسية غنائية أدت فيها “فرقة عشاق الشيخ إمام” بقيادة الفنان بشير الديك، عدداً من أغانيه التي رددها جمهور الحضور في أداء جماعي لبعض القصائد الوطنية التي ألهمت الحماسة لدى عشاق الشعر العامي طيلة العقود الخمسة الماضية على امتداد الشرق الأوسط.
وفي يافا حيث كانت الأمسية الأوسع مشاركة لعدد من الفنانين والشعراء والمثقفين من مناطق مختلفة من الضفة الغربية والداخل الفلسطيني، ففي “مسرح السرايا” بمدينة يافا تحت عنوان “الخط ده خطي”، أضاء المشاركون الشموع لروح الشاعر الراحل، وعرض فيلم قصير أثناء دخول الجماهير تناول حياته النضالية مع الشعر، لتبدأ الأمسية بقراءات شعريّة لقصائده ألقاها كل من الشاعر والإعلامي أحمد زكارنة والكاتبة الأديبة مليحة مسلماني متقمصين روح وعنفوانيه نجم، إذ تفاعل الجمهور معهما في مقاطع عدة لبعض قصائده المعروفة لدى الجمهور الفلسطيني، حيث بدأ زكارنة الذي قرأ أربع قصائد لنجم بقصيدة “ زيارة لضريح جمال عبد الناصر “ لتقرأ للمرة الأولى في يافا بالقرب من “تل أبيب”، بينما بدأت مسلماني التي تناولت بدورها ثلاثة قصائد بدأتها بقصيدة “جائزة نوبل” التي تقرأ أيضا للمرة الأولى في مسرح السرايا بيافا.
بينما قدمت الأمسية فقرات غنائية موسيقية بصوت الفنانة الفلسطينية أمل مرقص بمرافقة الموسيقار نزار الخاطر، اللذين قدما أغنية من كلمات نجم بلحن جديد اعتمد هذه المرة على آلة البيانو وليس العود كما هو الحال مع كل من يقدم أغاني الثنائي إمام ونجم، فيما غنت الفنانة الشابة ميرنا متّى أغنيتن بصحبة عازف العود الشاب داود عيلبوني، ليختم الفنّان بشير الدّيك من “فرقة عشّاق الشّيخ إمام” الأمسية بعدد كبير من أغانية التي تفاعل معها جمهور الحاضرين بغالبيته الشابة، لتتعالى الأصوات والتصفيق والدموع معاً. بينما تولى عرافة الحفل الشاعر والناشط علي مواسي، الذي قدم لمحة عن العلاقة الحميمة بين الشعب الفلسطيني والشاعر الراحل الذي لم ينس فلسطين الوطن.
نعم غاب العم نجم بجسده، ولكنه لم يغب يوماً بحرفه الذي كان جواز مروره لقلوب الملايين من عشاقه على امتداد فلسطين التي أحبته كما أحبها دون سابق لقاء