الأحد  24 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ترجمة الحدث | قصة أول لقاء بين عرفات وصحفي إسرائيلي وكيف أراد الموساد اغتياله

2018-02-02 08:16:03 AM
ترجمة الحدث | قصة أول لقاء بين عرفات وصحفي إسرائيلي وكيف أراد الموساد اغتياله
أفينيري وعرفات

 

الحدث- عصمت منصور

 

تكشف سلسلة الحلقات التي ينشرها الصحفي الإسرائيلي رونين برجمان معجزة نجاة الرئيس الفلسطيني الأسبق الشهيد ياسر عرفات من محاولات الاغتيال الكثيرة التي خطط لها الموساد الإسرائيلي، والتي كشف عنها في كتابه الجديد الذي ينشره على حلقات في صحيفة نيويورك تايمز تحت عنوان ( 'Rise and Kill First’ Shines Light on Israel’s Hidden Assassinations).

 

ووفق ما نشرته هآرتس في عددها اليوم الجمعة، فإن اللقاء كان سيعقد في بيروت المحاصرة في العام 1982 والتي بلغت فها درجه الكراهية من قبل وزير الجيش في حينها ارئيل شارون درجة اسطورية.


عندها علم الموساد أن أوري افنيري، الصحفي والناشط في حركة السلام الآن، سيجتمع مع عرفات لذا تجسسوا عليه وراقبوه من أجل الوصول إلى عرفات وقتله وقتل الناشط معه إذا تطلب الأمر.


 
افنيري يقول:


عندما اندلعت الحرب زادت لدي الرغبة أن أكون قريبا من الجبهة كما فعلت في حرب 1973 عندما بقيت ألاحق شارون حتى وصلت إلى السويس.


حدود إسرائيل مع لبنان كانت مغلقة ولكني استطعت أن أصل بسيارتي الخاصة إلى صيدا أكثر من مرة.


 
هذه المرة تلقيت دعوة رسمية الآن، الجيش كان قد احتل بيروت الشرقية وحاصر المنظمة في بيروت الغربية واأام الناطق باسم الجيش مقرا له في بعبد جنوب بيروت واستدعى صحفيين إسرائيليين لزيارة المكان.


كنت محررا لدى صحيفة هعولام هازيه ووجهت لي دعوة رسمية انا واثنين من زملائي الذين دعوتهم للانضمام  للسفر في سيارتي الخاصة.
 
عندما وصلنا الى مكتب الناطق باسم الجيش في بيروت وجدنا صحفيين من كل أنحاء العالم ممن كانوا متواجدين في لبنان من بينهم مراسل التلفزيون الألماني والذي كان يعرفني بشكل جيد من مقالاتي التي أنشرها.


قلت له أننى معني بالاجتماع مع قادة لبنانيين وزودني بأرقام هواتفهم وسألني سؤالا مثيرا: لماذا لا تقابل عرفات؟


قال لي إن الهاتف بين شقي بيروت المقسمة يعمل لأن المركزي موجود غربي بيروت تحت سيطرة المنظمة وزودني برقم ياسر عرفات.


عدت بسرعة إلى غرفتي في الفندق واتصلت على الرقم ورد علي صوت عربي قلت له اني اوري افنيري من تل ابيب وأني أريد أن أقابل الرئيس.


سنتصل بك مساء رد علي.


لم أصدق ان هذا الاتصال سيثمر شيئا لذا ذهبت مع الشخصين اللذين أتيا معي إلى جونيه جنوبي بيروت والتي سيطر عليها المسحيون وعدت لبيروت في المساء وأنا شبه سكران ونمت نوما عميقا.
 
فجأة رن الهاتف وقال لي المتحدث:


هل تتحدث الإنجليزية؟


كان الصوت معروفا لي، إنه عماد شقور من سخنين والذي عمل في صحيفتي بنسختها العربية قبل أن يختفي فجأة.


الاشاعة قالت إنه انتقل إلى لبنان وأصبح مستشارا لعرفات للشؤون الإسرائيلية.


انتظرني غدا الساعة العاشرة بالضبط عند حاجز المتحف. قال وأضاف: هناك سينتظرك رجل باسم احمد.


سارعت بالنزول إلى غرفة البنات وعرضت عليهن ان يرافقنني وشرحت لهن ان هذا سيكون خطيرا قليلا.


عنات وافقت فورا اما شيريت التي كانت ام لطفلة صغيرة فترددت لدقائق قبل ان توافق.


خطرت لي فكرة، اتصلت بالصحفي الألماني واقترحت عليه ان يرافقني وهو أدرك ان هذا سيكون سبقا صحفيا فوافق فورا.


في اليوم التالي خرجنا ثلاثة إسرائيليين ومراسل التلفزيون الألماني وتوجهنا إلى الحاجز حيث كانت فتره هدوء لنجد طابورا من السيارات التي تسير ببطء شدي.


تم تفتيشنا من الجيش الإسرائيلي والذين اعتقدوا أننا ألمان بعدها مررنا عن الجيش اللبناني وقوات المسيحيين ولم يعتقد أحد للحظة اننا إسرائيليون قبل ان نصل الى تل مرتفع من الرمال يسيطر عليه مقاتلو منظمة التحرير والذين بدو اشبه بمقاتلي البلماخ بذقونهم الطويلة ولباسهم العسكري الفوضوي.


احمد تبين انه أحد معارفي القدماء وهو نائب عصام سرطاوي مبعوث عرفات في باريس والذي اجتمعت معه قبل سنوات.


اخذنا في سيارة مرسيدس محصنة تابعة لعرفات وبرفقتنا حارس عرفات أيضا.


الطريق لمكان اللقاء كانت غريبة والرحلة مرت بتعرجات كثيرة ذهابا وإيابا يسارا ويمينا وهو ما افترضت ان عرفات يستخدمه كأسلوب حذر لأن غربي بيروت مليء بالمخبرين وكان هناك خطر كبير على حياته لأن من يطلب حياته كثر.


لم يخطر ببالي أنهم يتعقبونني من الجو والوصف الذي قدمه بيرجمن مشكوك فيه لأني انا نفسي لم اعرف عن اللقاء قبل 24 ساعة من حدوثه.


اللقاء لم يعقد في مقرات المنظمة الرسمية بل في شقة تعود لعائلة شقور واستمر لساعتين تحثنا فيه عن إمكانية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين وهذه كانت المرة الاولى التي يجتمع فيها عرفات مع إسرائيليين لذا يمكن اعتبار اللقاء لقاء تاريخيا وهو حدث في 3-7-1982 وقد قمت بتسجيل كل كلمة بينما صور الطاقم الألماني المقابلة.


 
بعد اللقاء تجولت في بيروت الغربية مع شيريت وقابلنا الأسير الإسرائيلي وزرنا المستشفى وفي المساء عدنا الى إسرائيل بعد ان اخذنا من الألمان نسخة من التسجيلات والتي بثها التلفزيون الإسرائيلي.


عندما كنت عند راس الناقورة أعلن مكتب عرفات عن اللقاء وخشينا من اعتقالنا وهذا لم يحدث وبدل ذلك طلبت الحكومة من المستشار القضائي فحص إمكانية محاكمتنا والشرطة أخذت منا افادتنا ولكن المستشار القضائي يسحاك زمير قرر ان لا نقدم للمحاكمة بسبب عدم وجود قانون يمنع هذا حتى الآن.


هعولام هازيه نشرت المقابلة حرفيا واخذتها عنها صحف مهمة في العالم.


بريجمن يكشف في كتابه أني كنت طعما من أجل وصول الموساد إلى عرفات واغتياله دون أن أعلم وأن شارون كان سيقتلني معه لو استطاع.