الحدث- عصمت منصور
هرب آلاف المقاتلين الغرباء الذين شكلوا تنظيم داعش هم وعائلاتهم من شرقي سوريا والمناطق التي يستهدفها التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد التنظيم وفق تقديرات الاستخبارات الأمريكية والغربية التي نشرتها صحيفة هآرتس الإسرائيلية.
الهروب الجماعي يلقي الكثير من الشكوك حول إعلان الولايات المتحدة هزيمة داعش وإنهاء العمليات العسكرية ضده في العراق وبدء سحب قواتها منها.
معظم أفراد التنظيم اجتازوا خطوط الجيش السوري باتجاه جنوب غرب سوريا وجزء أخر يتخفى في مناطق دمشق وشمال غرب سوريا في انتظار أوامر القيادة من خلال قنوات الاتصال المشفرة بينهم.
مقاتلون آخرون مدربون على استخدام السلاح الكيماوي تحولوا إلى القاعدة في سوريا بينما عدد آخر منهم يدفع عشرات آلاف الدولارات للمهربين لتهريبهم عبر الحدود التركية من أجل العودة إلى بيوتهم في أوروبا.
التقديرات المتشائمة تسمع رغم الجهود التي تبذل من أجل تطويق داعش والقضاء عليها كما صاغها وزير الدفاع الأمريكي في الرقة.
وزير الأمن الداخلي الأمريكي "كريستان نيلسون" قالت إن مقاتلي داعش يهربون من سوريا والعراق ويتحولون إلى العمل السري ويبحثون عن ملجئ جديد، ومن بين الأماكن بلدانهم التي جاؤوا منها.
الجنرال بول سيلفا نائب رئيس الجيوش الأمريكية قال إن بقايا داعش تستجمع قواها وتقوي الاتصالات بينها وبين الخلايا النائمة.
رئيس الولايات المتحدة أعلن في الأسبوع الماضي عن تحرير شبه كامل للعراق وسوريا من أيدي داعش ولكن الاستخبارات لازالت تعتقد أن داعش قادر على توجيه مقاتليها لتنفيذ هجمات، وهو ما يمكن استنتاجه من خطاب ترامب الذي قال فيه أيضا إن المهمة لم تنجز بالكامل.
الخبراء يرون مؤشرات تدل على أن داعش تبنى طريقة حرب العصابات.
المحلل الكبير في مركز أبحاث الإرهاب "اوتسو أيا" قال إن داعش تحول إلى تنظيم سري يحارب بطريقة غير تقليدية ويعتمد على تنفيذ عمليات انتحارية ضد أهداف سهلة مثل المدنيين في مناطق مؤمنة في بغداد.
التقديرات تفيد أن ما يقرب من 40 ألف مقاتل من 120 دولة حاربوا مع داعش في سوريا والعراق، وقتل الآلآف منهم لكن معظمهم لازالوا على قيد الحياة وشاركوا في المعارك في ليبيا واليمن والفلبين أو اختبأوا في دول مثل العراق.
من بين 5000 مقاتل من أصول أوروبية عاد الى أوروبا 1.500 شخص بينهم نساء وأطفال بينما البقية قتلوا أو لازالوا يقاتلون كما يقول الخبير في محاربة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي جل دا كرتشوف.
عدد المقاتلين الذين عادوا قليل جدا مقارنة مع التوقعات والسبب تعليمات ترامب المشددة بعدم السماح لهم بالفرار من الموصل والرقة في حين أن جزءاً كبيراً منهم اختار القتال حتى الموت.
ص