الجمعة  22 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

بن سلمان ونهى البلوي

2018-02-08 11:59:47 AM
بن سلمان ونهى البلوي
رولا سرحان

 

السعوديات لأول مرة في الملاعب، ولأول مرة يقدن السيارة، ويرقصن مع الشباب في الشارع في منطقة حايل، وهنالك لأول مرة سينما، وحفلات موسيقية يُحيها فنانون عرب وأجانب مثل كاظم الساهر ويني، وهنالك حملات لاعتقال أمراء على خلفيات يروج لها بأنها إصلاحية، كل ذلك لتعزيز ادعاءات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في أنه يتجه بالسعودية نحو التحرر الاجتماعي والسياسي المدعوم بالتحرر الاقتصادي والسعي نحو نقل السعودية من دولة ريعية تعتمد على النفط كمورد وحيد لاقتصادها إلى دولة تعتمد على الاستثمارات الخاصة.

ذلك جميعه لا يعني شيئا عندما ينتزع حق أساسي من الفرد فيحرم التعبير عن رأيه ويزج به في السجن كما حدث مع الناشطة السعودية نهى البلوي، التي قامت السلطات السعودية قبل نحو أسبوعين باعتقالها، الذي مددته لـ35 يوما أخرى، ولتغلق حسابها على تويتر، والذي كان يتضمن مجموعة من مقاطع فيديو التي تعبر عن آرائها السياسية والتي ليس أقلها كيفية استخدام النظام السياسي للإسلاميين في تمرير الشرعية لقراراته، ورأي آخر لها تتحدى فيه المشايخ الرافضين لقيادة المرأة، وآخر تؤكد فيه على أهمية التمثيل السياسي للسعوديين.

أما الرأي الأهم، والذي اعتقلت بسببه نهى البلوي فكان الفيديو الأخير الذي دعت فيه إلى عدم التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، واضعة الأمور في نصابها، بطريقة أزعجت النظام السعودي وهزته أكثر مما فعلت كل مقاطع الفيديو السابقة لها.

نهى قالت بصريح العبارة: إن التطبيع مع اسرائيل يعني الاعتراف بها كدولة في المنطقة، واسرائيل التي تستطيع هزيمة العرب مرة واثنتين تدرك أن الأمر لا يخدمها كما يخدمها التطبيع، لأنه يساوي تغييب الروح العدائية ضدها وتجنيد الجيوش العربية لحمايتها، لتختم بالقول لذلك فإننا لن نعترف بإسرائيل.

نهى البلوي هي الوجه الحقيقي للسعودية الذي يحاول بن سلمان إخفاءه داخل السجون، ليصدروا لنا وللعالم وجها قبيحا كالشاب الذي سبنا قبل فترة، وأحجم الكثير من النشطاء الفلسطينيين عن سبه لأنهم يدركون أنه لا يمثل السعوديين، بل يمثل نظامهم الفاشل.

نهى هي صوت السعوديين الذين نعرفهم، الذي يرتفع فيهم صوت العروبة عاليا وكبيرا ودافئا.

نهى هي الصوت العربي الذي لا يمكن أن يغيبه لا بن سلمان، ولا حكام عرب خفيفون ضعفاء.

الشيء أكبر من كره وحب الفلسطينيين، إنه المنطق السليم في الدفاع عن عروبة الأرض وكرامتها، التي تبدأ بفلسطين وتنتهي في السعودية ممتدة من المحيط إلى الخليج، فكل أرض عربية هي أرضي.

.