الحدث-غزة
دعا خبير فلسطيني، يقول إنه تمكّن من صناعة "طوب" صالح لبناء المنازل، إلى استبدال كرفانات إيواء نازحي العدوان الإسرائيلي، بـ "بيوت"، من الطوب، إلى حين الانتهاء من إعادة إعمار قطاع غزة.
وقال عماد الخالدي، الخبير في التربة والعمارة، "إنه نهج في صناعة طوب من خليط "الرمل المعالج والكركار" بعد معالجته بالضغط، دون الحاجة إلى الإسمنت.
وأكد أن "الطوب خضع لتجارب عديدة أثبتت جودته وفعاليته، من حيث مقاومته لعوامل الطقس، وأنه يدوم عشرات السنين، بالإضافة إلى أنه سيوفر الحماية لساكنيه من الغرق بمياه المطر، مقارنة بالكرفانات".
ويدير الخالدي "الشركة المتخصصة للعمارة البديلة"، وسبق أن حصل على شهادة جامعية في "استخدام التربة في العمارة"، من جامعة في السويد.
وتعد بيوت الطوب أكثر أمنا من الكرفانات، وفق قول الخالدي، موضحًا "هذه البيوت تمنح ساكنيها في فصل الصيف درجة حرارة باردة، بينما في الشتاء تعطيهم إحساسًا بالدفء، على عكس الكرفانات التي تكون حارة جدا صيفًا وباردة شتاءً".
وأوضح الخالدي أنه" نفذ هذه التقنية بعد العدوان الإسرائيلي الأول على غزة، عام 2008، وأثبتت نجاحها، ومقاومة الطوب المصنّع للرطوبة والمياه والكسر، فوحدات الإيواء الثلاثة التي أنشأنها منذ ذلك الحين مازالت قائمة وصالحة حتى اللحظة".
ولم ينفذ الخالدي بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع، أي وحدة إيواء، وينتظر دعمًا وموافقة من الجهات المختصة.
وتتم معالجة الخصائص الفيزيائية للتربة بالضغط، كما قال الخالدي، مضيفًا:" يحتوي الكركار على عناصر كيميائية طبيعية مثل كربونات البوتاسيوم والمغنيسيوم، وهي موادرابطة كالإسمنت، دفعتنا للاستغناء عنه، أمام أزمة إدخاله إلى القطاع بسبب الحصار".
وفي 14 من شهر أكتوبر /تشرين الأول الماضي، سمحت إسرائيل بدخول دفعة أولى (75 شاحنة) من مواد بناء إلى قطاع غزة، بعد حظر دام سبع سنوات، فيما استأنفت في التاسع من شهر نوفمبر الجاري (18 شاحنة).
وهذه الكميات، لا تكفي لتعمير شيء، أو البدء في تشغيل مصانع الباطون، كما يقول ماهر الطباع مدير العلاقات العامة، في الغرفة التجارية بغزة، في تصريح سابق للأناضول.
وذكر الخالدي بأنه تمكن من تطوير فكرة إنشاء بيوت الطوب، من بيت قائم على قواعد وحفريات في الأرض، إلى منزل يمكن تركيبه، عن طريق استبدال أحجار الطوب، بألواح خفيفة الوزن، يمكن تركيبها وفَكّها في أي وقت، على أعمدة من الخشب.
وقال الخالدي:" يمكن الاحتفاظ بالبيوت بعد فكها لفترة تتجاوز الـ 10 سنوات، والاستفادة منها وقت الحاجة".
وأكمل:" مساحة الكرفان لا تتعدى الـ 24 مترًا، بينما بيت الطوب تصل إلى 40 مترًا، وقد تزيد حسب عدد أفراد العائلة، وتكلفة الأولى تقدر بـ 9آلاف دولار، بينما الأخيرة لا تتجاوز الـ 7 آلاف دولار أمريكي.
وأشار الخالدي إلى أن الميزة في هذا النوع من العمارة، أنه جميع موادها الخام متوفرة في قطاع غزة، وأن الرمل والكركار متوفر بكثرة في أرض القطاع، مشيرًا إلى أن هذه البيوت لا يمكن اعتمادها بدلا عن الاعمار فهي تحتاج إلى مساحات كبيرة، لأنها تأخذ الشكل الأفقي، وتبنى طابقين كحد أقصى.
ولفت إلى أن هذا النوع من البناء يمسى بـ "العمارة الخضراء"، ويقدر بشكل كبير في دول العالم، وتصل تكلفته إلى آلاف الدولارات، حيث تبلغ تكلفة إنشاء المتر المربع الواحد في قطاع غزة، مراعاة لظروف الفقر والحصار بـ 190 دولار فقط، بينما المتر المربع الواحد في الدول الخارجي يتجاوز الـ 500 دولار.
ودعا الخالدي الجهات والمؤسسات المختصة إلى اعتماد بيوت الطوب، بدلا من الكرفانات، حتى تتم الانتهاء من عملية الاعمار، مشددًا في الوقت ذاته على أن هذه البيوت حل مؤقت ولا يغني عن إعمار القطاع.
ويشعر الغزّي أحمد حسين بالارتياح، أحد المستفيدين من بيوت الطوب، في كل مرة ينجو فيها ما أسماه بـ "بيت الإيواء المؤقت" الخاص به، من تدفق مياه الأمطار التي أصابت "كرفانات" إيواء جيرانه من نازحي الحرب الإسرائيلية في غزة.
فمأوى حسين المؤقت والمبني من الطوب، كبديل عن منزله المدمر بالقذائف الإسرائيلية خلال حرب عام 2008، أثبت أنه "حامٍ" جيد لعائلته من لهيب الصيف ولسعات برد الشتاء، التي أصابت أصحاب "الكرفانات"، كما يقول.
ويقول حسين للأناضول:" أثناء هطول المطر غرق الكرفان الحديدي لأحد جيراني، الذي حصل عليه كبديل، إلى أن يتم إعادة إعمار منزله، المدمر من الحرب ومنذ أربع سنوات وأنا حمدت الله كثيرًا بأن بيت إيوائي لم يصبح عائمًا فوق سيول الأمطار، أو حارًا من أشعة الشمس، كما الكرفانات".