الجمعة  22 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

الطائرة التي سقطت والمفاجأة

2018-02-11 06:58:20 AM
الطائرة التي سقطت والمفاجأة
رولا سرحان

 

الطائرة التي سقطت بالأمس تثير السؤال التالي: لماذا سارعت إسرائيل إلى الطلب من الولايات المتحدة وروسيا إلى التدخل لمنع تدهور الأوضاع مع أن اسرائيل تستعد لحرب متوقعة يستعد لها أيضا حزب الله على الجبهتين اللبنانية والسورية؟

الحروب نوعان. حرب تفرض ولا خيار فيها، وحرب تُخاض بالاختيار. حروب اسرائيل مع دول الجوار منذ تأسيسها هي 6 حروب، حرب ما تسميه بـ"حرب الاستقلال" ونسميه النكبة، حرب الأيام الستة، نكسة 1967، حرب أكتوبر، حرب لبنان 1982، حرب تموز أو حرب لبنان الثانية 2006.

وبين حروبها تلك كانت جبهاتها مشتعلة دائما، فما بين النكسة وحرب اكتوبر كانت حرب الاستنزاف، وبين حرب اكتوبر وحرب لبنان كانت الجبهة الشمالية مع لبنان مشتعلة فيما تسميه اسرائيل "عملية الليطاني"، وما بين حرب لبنان الأولى والثانية، وقعت انتفاضتان فلسطينيتان (الحجارة والأقصى)، وما بعد حرب تموز كان لإسرائيل هجومين على غزة؛ في 2008 وفي 2014.

من بين تلك الحروب جميعها كان لإسرائيل الخيار الكامل في اختيار خوض الحرب من عدمه، باستثناء حرب حرب أكتوبر وحرب تموز 2006، التي لم يكن من خيار لها فيها فقد فرضت عليها، والنتيجة في الحربين لم تكن في صالح إسرائيل.

وما جرى بالأمس، وإن بدا أنه كاد يُشعل فتيل الحرب، إلا أنه لم يكن ليشتعل. والسبب أن إسرائيل لا تريد أن تخوض حربا لا خيار لها فيها، لأن النتيجة ستكون خسارتها، اسرائيل تريد أن تكون المباشر والبادئ في الهجوم أو في أقل تقدير على استعداد تام وجاهزية قصوى له.

في حربي أكتوبر كان الهجوم فيما يسميه الاسرائيليون يوم الغفران مفاجئا، وكذلك في حرب تموز 2006 عندما خطف حزب الله جنديين اسرائيليين وقتل 8 آخرين، في عملية مباغتة.  

في المقابل اسرائيل في حرب الأيام الستة فاجأت العرب فهزمتهم.

العنصر التكتيكي المعروف في أية حرب هو عنصر المفاجأة، وهو ما لا تريده اسرائيل، ويجب أن يدركه حزب الله وسوريا، فالمباشر بالمفاجأة هو من سينتصر.