الحدث- عصمت منصور
منذ مارس 1978 واتخاذ الكابينيت الإسرائيلي قرارا بشن حملة الليطاني العسكرية التي جاءت بعد سنوات من تهديد الكاتيوشا لمستوطنات الشمال وإسرائيل تحاول أن تحفظ قوة الردع أمام اعدائها وفق تحليل موقع واللا.
40 عاما كافية لتجعلنا نحكم أنه كلما ضعفت قوة الردع الإسرائيلية وتآكلت تزداد احتمالات حدوث مواجهة عسكرية وعندما تكون قوة الردع محفوظة يسود الهدوء.
رغم تبدل اللاعبين وحدوث تغيرات في هوية وإمكانيات أعداء إسرائيل في لبنان وسوريا لازالت قواعد اللعبة كما هي: الردع قائم طالما أن إسرائيل قادرة في نظر أعدائها على تنفيذ تهديداتها وجباية ثمن باهظ وهو ما يعني ان تثبت إسرائيل مرة تلو الأخرى أنها مستعدة أيضا لدفع الثمن.
بعد شهر ستحل ذكرى عملية الساحل الأربعين التي قتل فيها 35 إسرائيليا وهي العملية التي جعلت القيادة الإسرائيلية تفكر في الردع ومنذ ذلك الحين حدثت عدة مواجهات من أجل حفظ هذه القوة من الردع كما حدث في 1982 وفي صيف1993 لوقف إطلاق صواريخ الكاتيوشا وفي العام 1996 وصولا الى 2006.
إلى جانب ذلك شهدت جبهة الشمال لحظات لم تنجح إسرائيل في ملاحظة تآكل ردعها واختارت عدم الرد مثل الانسحاب من الحزام الأمني وخطف الجنود الثلاثة ومحاولة حزب الله تنفيذ عملية خطف من قرية الغجر.
منذ سنوات وإسرائيل تنتهج سياسة منع وليس ردع أي أنها تحاول منع وصول وتزود حزب الله بأسلحة وصواريخ متطورة ودقيقة ولم تتحرك إلا عندما وجدت نفسها مضطرة لذلك.
إسرائيل حددت أن صواريخ يحنوط أو منظومة صواريخ s300 اهم من أي أسلحة أخرى وضرورة عدم وصولها إلى حزب الله وهو ما جعل حزب الله ينجح في مراكمة 130 ألف صاروخ وقوة مدفعية.
إسقاط الطائرة بالأمس من قبل سوريا يشير إلى تأكل الردع وهناك شك أن كان الرد الإسرائيلي يوم أمس واستهداف اهداف نوعية إيرانية وسورية قد حقق الهدف.