الحدث- عصمت منصور
كتب بن كسبيت الكاتب الإسرائيلي مقالا في معاريف عن "حبل كذب نتنياهو الطويل". الذي ترجمته "الحدث"
وفيما يلي نص المقال مترجما:
قدرة نتنياهو على المناورة حتى الرمق الأخير بين خصومه وحلفائه تحولت منذ زمن إلى أسطورة.
استنزف نتنياهو الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما على مدى ثماني سنوات وحول حياته إلى جحيم، وذات الشيء مع كلنتون في فترته الأولى الذي وصل إلى مرحلة لم يعد فيها قادرا على سماع اسم نتنياهو.
نتنياهو يعرف كيف يوظف قدرته على المناورة والتسويف وإعطاء وعود متناقضة في ذات الوقت ونشر الأكاذيب وجها لوجه والتصرف وكأن كل شيء طبيعي من أجل خدمة هدف واحد وهو البقاء في سدة الحكم.
القدرة التي يمتلكها نتنياهو في أن يقول لكل شخص ما يريد سماعه دون أن يرف له جفن حولته إلى ما هو عليه الآن ويصبح في نظر اليمين ذخرا وطنيا وقيمة استراتيجية وأن يعترف بأسلو ويقبره في ذات الوقت وأن يلقي خطاب بار إيلان الذي يعترف بالدولة الفلسطينية والعمل على اجهاضها.
هكذا استطاع نتنياهو أن يحصل على نقاط لصالحة في العالم رغم أن أحدا لا يُصدقه ولا يؤمن بكل ما ينطق به. ولكن ما أهمية أن يصدقه أحد طالما أنه لا وجود لدولة فلسطينية ولا معسكر سلام في إسرائيل وهناك إنجازات.
بالأمس كذب نتنياهو كذبة كبيرة أمام كتلة الليكود حول ضم الضفة وموافقة الولايات المتحدة لدرجة أن واشنطن لم تستطع عدم الاعتراض في الوقت الذي يتواجد فيه وزير خارجية الولايات المتحدة في المنطقة في محاولة لإرضاء الدول العربية وحثها على محاولة اقناع الرئيس الفلسطيني أبو مازن الانضمام إلى عملية السلام المتعثرة.
في هذا الوقت بالذات جاء نتنياهو ووضع إصبعه في عين الإدارة الأمريكية.
كان من المثير أن نتابع هذا الصراع ومحاولات نتنياهو أن ينزلق عن الشجرة التي تسلق عليها ولكن الولايات المتحدة لم تسمح له ولم يكتفوا بتصريحات مصدر إسرائيلي ولا اقنعتهم التبريرات العامة والتي تحدثت عن أنه اطلع الإدارة ولم يأخذ موافقتها بل طلبوا نفي رسمي وواضح من مكتب نتنياهو شخصيا.
في النهاية وبعد أن حصلوا على التكذيب نشروه من طرفهم دو أ يقولوا صراحة نتنياهو يكذب وهنا إلى متى ستتحمل الإدارة الامريكية؟ وهل وصل نتنياهو الى مرحلة من اليأس تجعله يطلق كذبه مفضوحة بهذا الحجم؟