الإثنين  25 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ترجمة الحدث | إذا كان الرئيس لا يدير مفاوضات مع الأمريكين عن القدس.. فمن يتواصل معهم ؟

2018-02-14 05:57:16 AM
ترجمة الحدث | إذا كان الرئيس لا يدير مفاوضات مع الأمريكين عن القدس.. فمن يتواصل معهم ؟
الرئيس عباس (أرشيفية- صورة: Getty)

 

ترجمة الحدث ــ محمد بدر

 

نشر مركز القدس للدراسات التحليل التالي في إجابة على سؤال العنوان.

 

وفيما يلي المادة مترجمة:

عشية زيارة الرئيس محمود عباس  لروسيا، هاجمت حركة حماس الزيارة من خلال صحيفة الرسالة التي اعتبرت أن "مهندس أوسلو ما زال يحاول انقاذ أوسلو من الموت" في إشارة واضحة للرئيس عباس.

منذ إعلان الرئيس دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل، والرئيس عباس يسافر من مكان لمكان في العالم من أجل إيجاد حل لهذه المحنة السياسية، فقد زار تركيا ومصر والسعودية وفرنسا والأردن وبلجيكا. هدف الرئيس عباس من هذه الزيارات هو إقناع العالم بتشكيل إطار متعدد الجنسيات يرعى عملية السلام، بدلا من احتكار الولايات المتحدة لهذا الدور.

هذه الزيارات للرئيس عباس، ترافقت مع زيارات أخرى قام بها مستشاروه لعدة دول في العام، فمثلا زار نبيل شعث مستشار الرئيس للشؤون الدولية كل من اليابان وكوريا الجنوبية، وسمع من الدولتين الكثير من الوعود التي لم يتم ترجمتها إلى واقع.

الرئيس محمود عباس رجل سياسي من ذوي الخبرة وعلى دراية بالميدان الدولي، ويعلم جيدا أن  فرصه في اقناع العالم ضئيلة، لكنه يحاول كسب الوقت. إنه يأمل أن يكون هناك نوعا من التغيير الإقليمي أو الدولي والذي  من شأنه تحسين أوضاع الفلسطينيين.

وفي الوقت نفسه، التوترات على الحدود الشمالية والخوف من إشتعال حرب إقليمية ليست في صالح الفلسطينيين، لأن أي حرب في الشمال يعني أن تصبح قضية فلسطين ليست في أولوية القضايا المطروحة دوليا، وبالنسبة للعرب الذين تقودهم السعودية، فهم يرون أن علاقتهم مع إسرائيل لمكافحة تمدد إيران أهم من القضية الفلسطينية.

الرئيس محمود عباس ليس لديه النفوذ الكافي في العالم العربي، والدول العربية لا ترغب في مواجهة مواقف  ترامب ، وتتواصل الدول العربية مع إدارة ترامب لإيجاد بديل عن الوضع الراهن من خلال خطة مؤقتة تضمن دولة فلسطينية مستقلة على المدى البعيد.

موقف الملك الأردني كان معارضا لموقف الرئيس عباس، الملك عبد الله أكد من خلال CNN  أنه لا بديل عن الدور الأمريكي في عملية السلام.

ويقول مسؤولون في حركة فتح إنهم سمعوا أن سياسيين عرب وأوروبيين قد طلبوا من الرئيس عباس إعطاء خطة ترامب السياسية فرصة، ولكنه رفض وأصر على مقاطعة إدارة ترامب.

الرئيس عباس يبدو معزولا حتى في محيطه الداخلي، مصالحته مع حماس انهارت، ومعركة الخلافة داخل حركة فتح تشتد، والرئيس عباس يخشى فقدان منصبه ولذلك زاد من مراقبته لخصومه من خلال الأمن الفلسطيني.

واليوم، يكون قد مرّ ثلاثة أسابيع على انعقاد المجلس المركزي وعلى اتخاذه قرارات هامة ضد قرار ترامب، ولكن شيئا لم يتم تطبيقه، والشارع الفلسطيني نسي القرارات لأنه منذ البداية لم يعلق على الاجتماع أمل.

وكان ينبغي على  اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير إعداد خطة لتنفيذ القرارات التي اتخذت في المركزي لكنها لم تحدد جدولا زمنيا لتنفيذها.

رئيس الحكومة الفلسطينية رامي حمد الله دعا لإعداد خطة فك ارتباط اقتصادي مع إسرائيل، ولكن  العكس هو ما حدث في الواقع، فقد طلب رئيس الوزراء رامي حمد الله لقاء  وزير وزير المالية الاسرائيلي موشيه كاهلون لزيادة التعاون الاقتصادي مع اسرائيل.

ومن الواضح أن عباس يحاول الرقص في كل الأعراس بالتوازي دون الحاجة إلى "كسر القواعد" مع إسرائيل، وهناك أحاديث تصدر مؤكدة وجود تواصل غير مباشر بين إدارة ترامب والفلسطينيين من خلال وسطاء لإيجاد حل لمسألة القدس. الأمر الذي نفاه عباس عن نفسه

والجميع اليوم ينتظر الوقت الذي يتنحى فيه أبو مازن مغادرا المشهد السياسي.

فتح بقيادة الرئيس محمود عباس، فشلت فشلا ذريعا في تحويل الضفة لمناطق "مقاومة شعبية"، كما فشلت حماس في تحويل الانتفاضة لانتفاضة مسلحة.

وفقا لتوقعات الأمن الإسرائيلي، التوتر على الحدود الشمالية ستستمر لفترة أطول، والعالم العربي مهتم جدا في ما يجري هناك.

في النهاية، طاف الرئيس محمود عباس العالم من أجل تحقيق إنجاز لشعبه لكنه لم يستطع.