أسرة تحرير الحدث
"لا تقل لي رام الله متطورة .. وجنين متعطشة الدماء" بهذه العبارة بدأ أحد الكتاب على الموقع الرسمي
للقناة العبرية الأولى مقالته، عاد بالذاكرة للعام 2000 عندما دخل جنود إسرائيليون لرام الله وتم قتلهم في مقر الشرطة الفلسطينية في رام الله.
الإسرائيلي وقتها أوقف الصورة عند هذا المشهد وتوقفنا جميعا معه عند هذه الصورة، ثبتّ الاحتلال المشهد عند صورة ليدين عليهما دماء ونفى كل الصور القاتلة التي تظهر دمويته ما بعد الحادث وما قبله. لا أحد سأل نفسه بعدها، ماذا فعلت إسرائيل ؟
بعد 18 عاما من هذه الحادثة، جنديان إسرائيليان يتعرضان للهجوم في مدينة جنين بعد أن دخلوا إليها "بالخطأ"، الإعلام العبري عمل على نفي الواقع من خلال التأكيد على أن عناصر الأجهزة الأمنية كانوا جزءا من الحادث ولم يكونوا بمنأى عنه.
الإسرائيلي لا يقسم الشعب الفلسطيني بالتقسيمات التي نقسمها نحن لأنفسنا، والكاتب الذي لم يميز بين رام الله وجنين، هو ذاته أو نظيره الذي لم يميز بين عنصر الأمن وبين الشاب الفلسطيني الغاضب الذي هاجم سيارة الجنود.
قبل عدة سنوات نشر الاعلام العبري تقريرا عن 6 مجندات يعملن على حدود قطاع غزة، يتلخص عمل المجندات في مراقبة الحدود من خلال كاميرات مراقبة، ويظهر التقرير بعضا من عمليات القتل التي قامت بها تلك المجندات، واستهداف كل من يقترب من السياج، الفلسطيني الذي يقترب من الحدود لا تظهر نواياه وملامحه وصفاته على جهاز الحاسوب المرتبط بالكاميرا، يجد نفسه أمام النار بغض النظر عن ما إذا كان وجوده في تلك المنطقة بالخطأ أو لا، ما يظهر لدى المجندة هو السلك (السيادة) والفلسطيني (الشيء).
لا تتردد المجندات بقتل كل من يقترب من الحدود، مشاهدة التقرير تشعرك أن ما يحدث هو لعبة أتاري لقتل الوحش القادم، وإذا شاهد التقرير من لا يفهم العبرية لا يتوقع أن الجميلات الستة يمارسن القتل عن بعد ومن خلال لوحة مفاتيح، سيظن أنهن يمارسن لعبة على جهاز الحاسوب.
باختصار، نحن بحاجة لإزاحة الصورة التي يثبتها الاحتلال من خلال بنك صور بحوزتنا لإجرامه واستهدافاته، وفي ذات الوقت يجب أن لا نخجل من هذه الصور، الفلسطيني الذي يحاول اجتياز حدود غزة يتم قتله عن بعد قبل أن يسأل أو يحاكم. في جنين على الأقل خرج جنودهم بإصابات بسيطة من مدينة كانت قد ودعت اثنين من شبابها شهداء قبل الحادثة بأسبوع.