الإثنين  25 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

بعد فشل رهاناتها..هل تطيح حماس الخارج بقيادة الداخل؟

2018-02-14 10:33:40 AM
بعد فشل رهاناتها..هل تطيح حماس الخارج بقيادة الداخل؟
السنوار

 

الحدث- عصمت منصور

ثلاثة رهانات فاشلة من قبل قيادة حماس كانت كافية للكشف عن الفرق بين قيادة حماس الداخل والخارج في القدرة على تحديد الأهداف والقدرة على تحقيقها وفق ما نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية للكاتبة رونيت مرزين الباحثة المتخصصة في القضايا الاجتماعية والسياسية الفلسطينية في جامعة حيفا.

الرهان الأول: كان في قرارها الاشتراك في انتخابات المجلس التشريعي وتحولها الى ممثلة الشعب الفلسطيني بدلا عن حركة فتح.

حماس نجحت في الانتخابات ولكن رفض إسرائيل الاعتراف بها ومن خلفها المجتمع الدولي قادها الى خوض حروب مدمرة.

الرهان الثاني: قرارها بالانفصال عن المحور السوري الايراني والتقرب من المحور السني واعتقادها أن الربيع العربي الذي ايدته قطر سيقود الى سيطرة الاخوان المسلمين على الانظمة العربية.

الاخوان المسلمين نجحوا في المرحلة الأولى واستلموا الحكم في مصر ولكنهم لم يحافظوا عليه سوى لفترة قصيرة بعد أن أطاح بهم عبد الفتاح السيسي والذي أعلن عن حركة الاخوان وحماس تنظيمات غير قانونية.

قطر حليف حماس الأساسي التي استبدلتها بإيران بعد خروج قيادة حماس من سوريا حوربت وأعلنت كدولة متآمرة وتمت محاصرتها.

الرهان الثالث: تمثل في قرار الحركة تطبيع علاقاتها مع مصر وطلب تدخلها من اجل انجاز المصالحة مع حركة فتح.

حماس افترضت أن علاقتها مع أكبر دولة عربية محاذية لها سيعود عليها بمكاسب اقتصادية وسياسية أكثر من العلاقة مع دول غنية ولكن بعيدة مثل قطر وتركيا وإيران وان المصالحة مع فتح سوف تحررها من عبئ حكم غزة وستزيد شعبتها في الانتخابات القادمة.

ألا أن حماس لم تنجح حتى الآن في تحقيق المصالحة والتخلص من عبئ غزة وإزالة العقوبات المصرية والإسرائيلية وتلك التي أقرتها السلطة.

الرهانات الفاشلة هذه تؤجج الصراعات الداخلية بين قادة الخارج والداخل وتبرز ثلاثة فوارق في طريقة التعاطي معها.

الأولى تعبر عن الخط التصالحي والمعتدل الذي يقوده يحيى السنوار والذي يقود حماس في القطاع.

السنوار يتطلع قدما من داخل المجتمع الفلسطيني وإلى التحالف مع مصر والمصالحة مع حركة فتح وتوحيد الشعب الفلسطيني كفيل بأن يحرر الشعب الفلسطيني من الأزمات التي يمر بها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ووطنيا لذا جاءت دعوته للوحدة واستعد لأن يضع سلاح القسام تحت اشراف المنظمة وأعلن أن حماس غير معنية بالحرب مع إسرائيل.

الثانية تعبر عن الخط المتشدد ويقوده رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية ونائبه صالح العاروري واللذان يتمسكان بخطاب من البحر الى النهر ويتطلعان لتجديد العلاقة مع حزب الله وإيران من أجل تصعيد المقاومة ضد إسرائيل وبناء قواعد في سوريا ولبنان.

الثالث هو خط الوسط الذي يقوده خالد مشعل رئيس المكتب السياسي السابق.

مشعل يؤمن بمصالح الشعب الفلسطيني وضرورة إنجازها ويفضل المقاومة الشعبية في الضفة والقدس على تسخين الحدود مع إسرائيل في غزة وهو يعتقد أيضا ان استقالة الرئيس أبو مازن الآن لا تخدم أحدا وأنه يمكن الوصول الى اتفاق استراتيجي فلسطيني لخوض نضال موحد.

الصعوبة التي تواجهها قيادة الداخل في الحكم وعدم قدرتها على العمل بفاعلية واستغلال الصواريخ والانفاق وكذلك عدم انجاز المصالحة وبقاء العقوبات تظهرها كعاجزة بينما قيادة الخارج تستعيد دورها أيديولوجيا وجغرافيا وهو ما سيقود الى تقويتها امام قيادة الداخل خاصة بعد عودتها إلى المحور الإيراني السوري وهو ما سيزودها بأدوات قتالية دقيقة وقدرة على استقطاب مقاتلين جدد في مخيمات اللاجئين في سوريا ولبنان والاستفادة من معسكرات حزب الله لتدريبهم.