كتب أوري سافير في موقع المونيتر باللغتين الإنجليزية والعبرية مقالا ترجمته الحدث، جاء فيه إن أحد المسؤولين في منظمة التحرير الفلسطينية أبلغه أن الرئيس عباس سيستقيل خلال عامين، وأنه سيعمل خلال تلك الفترة على تحقيق إجماع دولي على ضرورة إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 مع القدس الشرقية، في مراهنة على أن نتنياهو سينهي فترة حكمه خلال هذين العامين، وبالتالي، لعل الأمر يأتي بشريك سلام أفضل!
الكلام المنقول وإن صح، فهو يعبر بالضرورة عن حجم الأفق المسدود.
لكن الكلام فيه محاولة أخيرة، وأمل أخير، قائم على صيغة ربما، لا يفهمها أحدٌ، ولا يرى ضوء النفق فيها سوى من أقنع الرئيس بالاستقالة بعد عامين. ليظل السؤال، لماذا علينا أن ننتظر عامين آخرين؟
يبدو الوضع الفلسطيني بلا خيارات. فليست هنالك أوراق ضغط سياسية يمكن للفلسطينيين الإلقاء بها في وجه المجتمع الدولي ليحصلوا على دولة في ظل منظومة أدوات خارجية وداخلية مهترئة، يقوم فيها الرئيس عباس وحده بدور البطل.
في عالم القوة والسياسة والاقتصاد، يُصبح الفلسطيني كالفأر الذي سُرقت منه الجبنة بعد أن وقع في المصيدة، بينما ينتظر بلا حول له ولا قوة أن تدخل عليه ربة المنزل الجديدة بالمكنسة لتطرده، أو أن يأكله القط الرمادي.
ورقة الضغط الوحيدة التي لعلنا نملكها الآن، ولن تكون مجدية بعد شهرين أو عامين، هي وجود السلطة ككيان يحفظ لإسرائيل وجودها ككيان مقابل يلقي باللوم عليها ويتهمها بأنها مخرب اسطوانة السلام المشروخة.
المسؤول الفلسطيني الذي نقل سافير على لسانه نية الرئيس عباس بالاستقالة، هل سأل الرئيس مثلا، ماذا يعني أنه سيستقيل ويترك هذا الشعب في الهواء الطلق، بعد أن قفزنا جمعينا قفزتنا الحرة من فوق الجبل دون أن ننظر إلى الأسفل.
لعل الرئيس اليوم يحظى بشعبية أفضل من ذي قبل بسبب موقفه الرافض لما يُفرض من شروط أمريكية علينا، ولن تكون هذه الشعبية موجودة بعد عامين، فسيُنظرُ له بعيون المشارك فيما يجري، لأنه سيكون قد تأخر كثيرا.
ودَّع الصَّبْرَ محٌّب ودَّعَك --- ذائِعاً من سرّه ما استودَعكْ
"ابن زيدون"