الإثنين  25 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

أنظريني ( بلسان حال الأسير الفلسطيني ) لـ الشاعر: أيوب الشنباري - غزة

2018-02-22 09:01:39 AM
أنظريني ( بلسان حال الأسير الفلسطيني ) 
لـ الشاعر: أيوب الشنباري - غزة
أيوب الشنباري

أَنْظِريني حتّى أموتَ رَضِيّا   

قابسًا من قداسةِ المجدِ ضَيّا

.

أنا في عتمةِ الجراحِ سناءٌ

حينَ يربو الضّبابُ بينَ يديّا

 

أحتسي وقتي من طهارةِ مِلْحٍ

ملءَ صبري وغائرُ الماءِ فِيَّا

 

ودمائي تهونُ من ألفِ موتٍ

في هواكِ المنونَ أهوى صَبيّا !

 

وفراشاتٌ من ضياءِ شهيدٍ

قابساتٌ يَلُحْنَ في مُقْلتيّا !

 

في جراحي آياتُ حبٍّ عميقٍ

اقرؤوا الحبَّ طاهرًا سرمديّا

 

ونسيمٌ من سدرةِ المهدِ طَلْقٌ

شائقٌ آتٍ من جَوَى طفلتيّا

 

يتجلّى في لهفةٍ صوبَ عيني

ومنَ الشّوق مُرْسِلٌ رِئَتَيّا

 

وحنينًا ينسابُ بينَ ضلوعي

وهوَ كالماءِ يشتهي كَفَّيَّا

 

أنظريني، أوطانَ قلبي حياةً

أو مماتًا ثمّ ابْعَثينِيَ حَيَّا !

 

وضعيني على جفونكِ كُحْلًا

وانثريني ورْدًا عليكِ نَدِيَّا

 

وحدَنا من كرامةِ الملحِ بتْنا

نعتلي صهوةَ الزّمانِ رُقِيَّا

 

في يدي صولجانُ ضَوْءٍ شريدٍ

حيثُ في الطورِ خالعٌ نَعْلَيَّا

 

ولفرعونَ كيفَ كانَ إلٰها

حينَ في البحرِ لم يكنْ إنسيّا

 

وعلى شرفةِ الأساطيرِ عِجْلٌ

قدّسوهُ وشيّعوهُ نبيَّا

 

 أعصا المعجزاتِ أم كفُّ موسى

حينَ أغفو تئنُّ في مسمعيّا ؟

 

من دواليبِ الحزنِ في قلبِ نُوحٍ

كانَ زيتوني فُلْكَهُ الأَزليَّا

 

شهقةُ الزيتونِ الذبيحِ دُهورًا

دمعةٌ تسري في حشايَ عِتِيَّا

 

صخرةُ النّورِ والدّماءُ عليها

مثلُ شمْسٍ وعندَها زَكريّا

 

لم أرَ الطُهْرَ في دماءِ قتيلٍ

مِثْلَما في دِمَاهُ كانَ جَلِيّا

 

أنظريني، يا عَبْرَةَ الشَّوقِ إنّي

لستُ إلّا من عَبْرَتي مَرْثِيَّا

 

أيها الباغي، ما السّلاسلُ إلّا

حَلْيُ تيجانٍ في العُرُوشِ عَلَيَّا

 

قيَّدِ الصُّبْحَ في عيوني قليلًا

أعشقُ الليلَ صامدًا ثوريَّا

 

خلفَ سورِ الرمادِ قلبٌ أبيٌّ

لم يزلْ ثائرًا عزيزًا عصيّا

 

أيّها الباغي إنّ عزمِيَ باقٍ

كبقاءِ الطَّوْدِ الأشمِّ عِلِيَّا