ترجمة الحدث ــ محمد بدر
نشر مركز القدس الإسرائيلي للدراسات تحليلا حول المستقبل السياسي للرئيس الفلسطيني محمود عباس ومعركة الخلافة من بعده.
وفيما يلي النص مترجما:
لم تتفاجأ حركة فتح من نقل الرئيس محمود عباس للمشفى بشكل غير مخطط له، فخلال الشهر الماضي لم يكن الوضع الصحي للرئيس جيدا، وهذا ما كان واضحا في خطابه في مجلس الأمن.
وقد يكون الوضع الصحي للرئيس، هو السبب وراء بدء أمين سر حركة فتح جبريل الرجوب بتسخين معركة الخلافة، من خلال شنه هجوما على منافسه محمد دحلان.
الرئيس عباس يبلغ من العمر 82 عاما، خضع في أكتوبر 2016 لاختبارات قلب، وكانت النتائج تدلل على أن صحته ليست جيدة، وكان هناك شائعات تتحدث عن أن عملية قلب مفتوح كانت يجب أن تجرى له في الأردن لكنه رفض إجراءها بسبب التطورات السياسية.
تدهورت صحة الرئيس محمود عباس على مدى السنوات الثلاث الماضية وخضع لسبعة اختبارات في مستشفيات فلسطينية وعربية وأمريكية.
بعد الفحوصات التي أجريت في الأسبوع الماضي، لم يقدّم أي مصدر طبي رسمي فلسطيني تقريرا حول صحة الرئيس، وسارع الرئيس للخروج على شاشة تلفزيون فلسطين ليؤكد أن الفحوصات كانت روتينية، على الرغم من أنه قطع زيارته لفنزويلا وعاد لرام الله.
وكالة الأنباء الرسمية وفا لم تصرح بأي شيء عن صحة الرئيس، وكذلك قادة المنظمة لم يصدر عنهم أي تصريح، ما يعزز الشكوك أن الحالة الصحية للرئيس في تراجع.
إن صحة الرئيس محمود عباس غير المستقرة تثير الكثير من الشكوك بين قادة فتح وقيادة حماس فيما يتعلق بقدرتهم على مواصلة العمل سياسيا في حال غيابه.
وقال مسؤول كبير في حركة فتح ليديعوت إن الرئيس عباس سيعلن استقالته في غضون أسابيع قليلة بسبب صحته.
وكان الرئيس محمود عباس ظل في منصبه لمدة 13 عاما منذ انتخابه في 15 يناير 2015.
وحتى قيادة حماس تبدو متابعة للوضع الصحي للرئيس عباس، خاصة وأن رئيس المجلس التشريعي هو الذي يحل مؤقتا محل الرئيس لمدة 90 يوما ، ورئيس المجلس التشريعي هو عزيز دويك من الخليل، من حركة حماس.
لكن حماس تعلم بشكل واقعي أنها لا تستطيع تجاوز حركة فتح بتسلم مقاليد السلطة، وأن فتح لا تسمح لها بذلك.
قيادة حماس تجري مباحثات في القاهرة منذ أكثر من أسبوع مع رئيس المخابرات المصرية، وتم التباحث في الوضع الصحي للرئيس عباس.
وكان خليل الحية، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، قد صرح في 22 شباط لقناة "الغد" أن قيادة حماس ناقشت إمكانية تنحي الرئيس محمود عباس.
ورفض الحية في تصريحاته أن يخلق غياب الرئيس فراغا سياسيا.
وأكد الحية على ان حماس تطالب الرئيس بتنفيذ بنود المصالحة وفق ما تم الاتفاق عليه، ومن ضمن ذلك إجراء انتخابات عامة.
وبدو أن الرئيس محمود عباس ما زال يقوم بدوره كالمعتاد، لكن التخوف داخل فتح يجعلهم يبحثون في تعجيل رحيل الرئيس من أجل أن يتمكن الرئيس الجديد من تقويه نفسه.
مصير الرئيس الشخصي ومصير عائلته مهم جدا، لذلك يبحث عن شخص مقرب منه، لا يسبب وجوده في الرئاسة ضررا على أبناء الرئيس خاصة طارق وياسر، تحديدا في ظل الحديث عن ارتباط أبنائه بمشاريع اقتصادية مع كبار رجال الأعمال.
في غضون أسابيع سيتكشف الوضع الصحي للرئيس عباس، وعلى "إسرائيل" أن تستعد لمعركة التغيير السريع في القيادة الفلسطينية، وقد تكون بدأت معركة الرئاسة ويمكن أن تتطور لحمام من الدم.