قَبلَ عينيكِ،
لماذا كانت الوردةُ لا ترمزُ، في الشعرِ، إلى شيْءٍ،
وكان البحرُ لا يبعُدُ عن صورتِهِ إلاّ قليلا؟
ولماذا صارت الوردةُ شيئًا آخرَ الآنَ،
وصارَ البحرُ ينأى مثلَ أبطالِ الأساطيرِ
ويزدادُ غموضًا ؟
ربّما كنتُ رماديًّا قليلاً قبلَ عينيكِ
أنا، والبحرُ، والوردةُ، والبُرعمُ، والطائرُ، والعُشُّ
- وحتّى أنتِ -
كنّا، قبلَ عينيكِ، رماديّينَ
حتّى القمَرُ الباردُ في الصحراءِ
لولم تَرَهُ عيناكِ هاتانِ
لَما صارَ إلهًا بدويًّا عاشقًا
تعبُدُه كلُّ نساءِ الأرضِ.
لكنّكِ، مذ قلتِ لعينيكِ انظرا كي تَرَيا، غِبتِ:
تَرينَ البحرَ
لكنْ لا ترينَ الجبَلَ الغارقَ في البحرِ،
وتَمضينَ إلى نفسِكِ
لكنْ دونَ حُلْمٍ
وأنا، والبحرُ، والوردةُ، والبُرعمُ، والطائرُ، والعشُّ
- وحتّى أنت -
موجودونَ في الحُلْمِ الّذي لم ترَهُ عيناكِ
موجودونَ في مستقبَلٍ نجهلُ من أيِّ الحكاياتِ سيأتي .
فانظُري في حُلْمِكِ الآنَ هنا
حتّى ترَيْني
وانظُري في حُلُمي
حتّى ترَيْ نفسَكِ أنتِ .