ماذا تعرف عن حكم المؤبد الذي يصدره الاحتلال بحق الفلسطينيين؟

الحدث- عصمت منصور

حكم المؤبد هو رديف للحكم مدى الحياة وهي العقوبة التي لا يضاهيها عقوبة أخرى من حيث الردع سوى الإعدام في الدول التي تشرع حكم الإعدام وهي مخصصة للحالات التي تكون فيها المخالفة كبيرة مثل القتل او الخيانة.

رغم ان حكم المؤبد في دولة الاحتلال واحد نظريا الا ان هناك فرقا في التعامل معه ما بين اليهود والعرب وتحديدا المحكومين على خلفية قضايا تصنفها اسرائيل بالأمنية والتي ترتبط بممارسة المقاومة ضد الاحتلال.

في المحاكم المدنية يعتبر حكم المؤبد حكما لمدى الحياة الا ان هناك تقليدا في إسرائيل يصبح بمقتضاه الحكم 25 عاما من قبل رئيس الدولة الذي منح هذه الصلاحية بتحديد المؤبد منذ الخمسينات من القرن الماضي؛ وهي الصلاحية التي استخدمها لصالح المحكومين اليهود واستثنى منها الاسرى الفلسطينيين المحكومين في محاكم مدنية مثل اسرى القدس وال48 او من يحكاكم من اسرى الضفة وغزة في محاكم مدنية إسرائيلية.

الاسير اليهودي لا يمضي من حكم المؤبد اكثر من 16 عاما لأن هناك نظام الثلث وهو نظام يعطي الأسير فرصة تقديم استئناف امام محكمة خاصة بعد قضاء ثلثي مدة محكومتيه او التقدم بطلب عفو من رئيس الدولة والذي غالبا ما ينجح باستثناء الحالات الخطيرة جدا.

التعامل مع حكم المؤبد في اسرائيل لا يتم الا بعد استنفاذ كافة العقوبات الاخرى وفي حالة عدم وجود عقوبة اخرى ولا يقع الا بحق من ارتكب المخالفة بشكل مباشر وهو عكس ما يحدث في حالات الفلسطينيين حيث ان حكم المؤبد يبقى ثابتا على صيغة مدى الحياة او 100 عام ولا يخفف او يتم تحديده ويتم اصدارة بحق من قام بالعملية ومن ساعده أو اشترك فيها حتى لو بشكل ثانوي بهدف الردع وهناك حالات اصدرت فيها احكام بالمؤبد ضد اسرى قاموا بعمليات لم توقع قتلى.

اسرائيل اقرت حكم المؤبد ضد من يحاول الخطف مجرد محاولة مثلا  كما انها تصدر اكثر من حكم بالمؤبد بحق الشخص الواحد على التهمة الواحدة وهي احكام قد تصل الى اكثر من 60 مؤبدا كما في حالة عبد الله البرغوثي الذي حكم بـ67 مؤبدا.