الحدث ــ محمد بدر
منذ أيام والإعلام العبري يكثّف من مضامينه الإعلامية عن مسألة رحيل الرئيس محمود عباس، وافتراضات الإعلام تقول أن المعركة على رئاسة السلطة قد بدأت وأن عناوينها جبريل الرجوب ومحمود العالول ومحمد دحلان وماجد فرج.
ويستخدم الإعلام العبري في تحليله لواقع ما بعد الرئيس مصطلحات كـ "حمام الدم" و"معركة مسلحة"، والمتابع له يتخيل له أن رحيل الرئيس يعني أننا سنغرق في بحر من الفوضى والدم.
بالأساس، يسعى الإعلام العبري إلى لفت أنظارنا عن قضية ترامب والقدس لحساب معارك داخلية ذات علاقة بالنظام السياسي الداخلي، والأمر الآخر فإن هذا الإعلام يكتب ما يتمنى، الإسرائيليون بالنسبة لهم أن تدخل الضفة في نزاع مسلح على السلطة يعني أن القضية الفلسطينية تكون في حكم الموت السريري.
حركة فتح اليوم أمام استحقاق وطني كبير، إما أن تنفذ الرؤية الإسرائيلية بكافة أطروحاتها من خلال اقتتال داخلي يحرف الأنظار أكثر وأكثر عن القضية الفلسطينية، وإما أن يكون التغيير المفترض داخل الحركة تغييرا لصالح الحركة والشعب الفلسطيني ويشكل رافعة لمرحلة من النضال.
التغيير الثالث في فتح سيكون مفصليا للحركة، إما أن تنتهي الحركة إلى جماعات وقبائل مناطقية وإما أنها ستعيد قوة حضورها، وبكل الأحوال حتى لو حدث التغيير بشكل سلس وهذا المأمول فإن البرامج هي التي تحكم على الحركة في المرحلة التالية، والحركة جربت كل الخيارات وأصبح لديها كم مهم من المعرفة بطبيعة الأدوات التي يمكن أن تغير شكل الصراع بعيدا عن الأدوات التقليدية والتي استنفذت من أوسلو حتى يوما هذا.