الجمعة  29 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

امرأة الثامن من آذار بقلم: سماح خليفة

2018-03-10 02:54:42 PM
امرأة الثامن من آذار
بقلم: سماح خليفة
سماح خليفة

امرأة الثامن من آذار عليها أن تنماز بشكل مغاير عما يرتضيه الآخر لها، امرأة الثامن من آذار عليها أن لا تكتفي بيوم روتيني رتيب تتبادل فيه الأزهار والابتسامات والعبارات الركيكة الباهتة من محيط يشكل لها عالمها وفق منظوره ورؤيته الضيقة لأنثى مهما وصلت وتقدمت وأثبت كينونتها وهويتها المستقلة؛ إلا أنه عليها أن تخضع لأعراف ما يجب أو لا يجب عليها القيام به، بحجة المتعارف عليه أو غير المتعارف عليه أو العادات والتقاليد البالية التي لا تسمن ولا تغني من جوع.

امرأة الثامن من آذار عليها أن تسعى دائما للانفتاح على أصحاب العقول النيرة والأفكار المتجددة والقيادات الحقيقية التي تدفعها بثقة لقيادة دفة التغيير في حياتها دون أن تصطدم بمعيقات الخوف من أقزام مهترئة تقولبت في قوالب زجاجية مهتكة، لن تلبث أن تتهاوى في قاعها النتن؛ فتفوح منها روائحها الفاضحة لأفكار تعفنت وتبرأت منها عوالم صادقة تحمل راية الحق والعدل.

امرأة الثامن من آذار عليها أن تكون قادرة على اختيار شريك حياتها، وتشكيلها، وأن تكون قادرة على تحمل نتائج خياراتها مهما كانت، وأن تتصدى للريح بنفس قوي وفكر نير وتروٍ خال من ضغوطات المحيط.

امرأة الثامن من آذار عليها أن تترفع عن ترهات نساء القبيلة، ومجالسهن المطوقة بالقيل والقال، وتكون أبعد من مجرد الحديث عن الطبيخ والغسيل وأعمال البيت التي لا تنتهي لتثبت أنها المرأة الحديدية التي لا تكسر. وعليها أن تعتاد فكرة "إن لبدنك عليك حق"،

امرأة الثامن من آذار عليها أن لا تمجد نفسها دائما بأنها المتفانية لخدمة عائلتها وأبنائها وزوجها، وأنها تمضي وقتها وهي تفكر في السبل التي توفر الراحة لعائلتها وتعيش دور الضحية. بل عليها أن تقتنع بأن أفراد عائلتها عليهم أن يحملوا معها أعباء البيت والحياة ومتطلباتها حتى لا تغرق السفينة بفناء ربانها.

امرأة الثامن من آذار عليها أن لا تنجرف مع أعباء مهنتها في الخارج وأن لا تسمح لتيار التطور المهني الذي يؤرقها أن يلامس حدود بيتها وعائلتها. وأن تفصل العمل عن البيت.

امرأة الثامن من آذار عليها أن تعتز وتفتخر بتجاربها التي خاضتها ولا زالت تخوضها مهما كان نوعها وحجمها؛ لأن لكل تجربة إضافة جديدة في حياتها ومحطة تجعلها تستوقف نفسها لفترة لتعيد حساباتها من جديد، فتضيف إلى حياتها من تفتخر به كمصدر لطاقة إيجابية دفعتها إلى الأمام، وتطرح من حياتها من كان مصدرا لطاقة سلبية لا حاجة لها، وتضرب بعصا الصبر من تسول له نفسه المساس بها، وتقسم ظهر الغدر بالحنكة والذكاء.

امرأة الثامن من آذار عليها أن تقتنع؛ أن بين أن تكون أو لا تكون ثقة بعدل الله على هذه الأرض وإرادة صلبة لا تلين.