الإثنين  25 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

حرب الكل ضد الكل.. هل ستسقط الحكومة الأكثر يمينية في إسرائيل؟

2018-03-11 11:09:26 AM
حرب الكل ضد الكل.. هل ستسقط الحكومة الأكثر يمينية في إسرائيل؟
جندي في جيش الاحتلال (ارشيف الحدث)

 

تحليل الحدث

يلاحظ المتابع للأزمة التي تعصف بالحكومة الإسرائيلية الكم الهائل من الاتهامات المتبادلة بين أركانها على خلفية قانون إعفاء المتديين اليهود من الخدمة في جيش الاحتلال.

المتديين اليهود لا يخدمون في جيش الاحتلال وفق مبدأ تم اقراره في العام 1948 والذي اعتبر تعلم التوراه والإيمان الديني بديل عن الخدمة العسكرية، ولكن مع تزايد أعداد المتديين وظهور التيار القومي الديني الذي يؤدي الخدمة العسكرية ويوائم بين الخدمة العسكرية وتعلم التوراه والقناعات الدينية تم التوجه إلى المحكمة العليا بداية السبعينات وهي الأزمة التي مازالت مستمرة حتى الآن رغم تشكيل أكثر من لجنة لحلها.

وكانت الأزمة قد بلغت ذروتها بسبب قرب انتهاء المهلة التي أمهلتها المحكمة العليا للحكومة ( بعد ست أشهر)، من أجل إيجاد صيغة بديلة للصيغة الحالية، وهو دفع الأحزاب الدينية اليمينية إلى ربط تصويتها على ميزانية الدولة للعام القادم بإقرار قانون جديد لإعفاء المتدينين من التجنيد.

الأزمة جاءت في ظل ملفات الفساد التي تحيط برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهو ما يمكن أن يشكل مخرج له للذهاب إلى انتخابات مبكرة خاصة والاستطلاعات لازالت لصالحه.

وقد يستفيد نتنياهو شخصيا من الذهاب إلى انتخابات مبكرة، ولكن لا أحد من رموز حزبه يمكن أن يضمن أن يعود إلى الوزارة التي حظي بها في هذه الدورة أو أن يعاد انتخابه، لذا فإن هذا الأمر خلق أزمة داخل الليكود نفسة.

أحزاب اليمين الأخرى وتحديدا نفتالي بينت وحزب البيت اليهودي يتخوفون من الانتخابات وسقوط أهم وأكبر حكومة لليمين في ظل إدارة أمريكية مواليه، وهو ما يشكل فرصة لن تتكرر لتنفيذ أجندتها اليمنية، لذا فإنها تقترح طرد ليبرمان من الحكومة بسبب إصراره على مواجهة المتدينين.

وهاجم ليبرمان بدوره نفتالي بينت وأرسل بالأمس رسائل مفادها أنه لن يتراجع ولن يتراجع عن مطلبه بتجنيد المتدينين.

ذهاب ليبرمان إلى الانتخابات تحت هذا العنوان سيجذب الجمهور العلماني الذي يشعر أنه مغبون ومظلوم أمام المتدينين.

بينما لن تتراجع الاحزاب الدينية من الشرقيين والغربيين  حتى لو ذهبت إلى انتخابات، لأن تراجعها سيفقدها مكسب تاريخي وامتيازات، كما وسيغير وضع قائم استمر 70 عاما، وهي لا تخشى الذهاب إلى الانتخابات لأن جمهورها ثابت ولا يصوت لغيرها.

الحرب التي تشهدها حكومة اليمين هي حرب "الكل على الكل" بين اقطاب التيار الواحد والأيدولوجيا المتطرفة الواحدة والتي أخذت تتصارع على مصالح داخلية وقطاعية وانتخابية وهو ما قد يطيح في هذه الحكومة.

ولن تغير الانتخابات صورة الحكومة وطابعها اليميني ولكنها ستعيد توزيع النسب داخل اليمين الذي يتنافس على ذات الجمهور والقاعدة الانتخابية، والتي بدأ يظهر بداخلها تيارات جديدة قد تعيد صياغتها من جديد تحت عناوين مثل الأمن والسلام والفساد والعدالة الاجتماعية، ربما أبرزها وزير الجيش السابق بوجي يعالون الذي أعلن ترشحه لرئاسة الحكومة ومتمردي حزب الليكود مثل جدعون ساعر الذي يترقب بصبر الانتخابات القادمة للإطاحة بنتنياهو.