الحدث ــ محمد بدر
في العام 2012 وضع مقاوم فلسطيني عبوة ناسفة في باص إسرائيلي في تل أبيب خلال الحرب الإسرائيلية على غزة، العبوة جرحت أكثر من 28 إسرائيليا واعتقلت إسرائيل الشاب، قبل الإعلان عن اسمه، قالت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن منفذ العملية قريب دلال المغربي. وفي الحقيقة أن والدته فقط من عائلة المغربي أما والده من عائلة مفارجة. محمد مفارجة 18 عاما كان يبلغ من العمر وقتها نسبته "إسرائيل" ومن خلال إعلامها لمجرد تشابه الأسماء بين عائلة والدته وبين عائلة دلال المغربي.
بعد هذه الحادثة بأقل من ثلاثة أشهر، نشر الموقع الإسرائيلي "عين على الإعلام الفلسطيني" تقريرا بعنوان " دلال المغربي أنموذجا للطالبات الفلسطينيات .. بطلة قومية"، وأشار التقرير إلى الأذرع النسوية الطلابية التي تطلق على نفسها "أخوات دلال"، كما واعتبر التقرير أن هذا أكبر دليل على أن دلال المغربي ما زالت إرثا فلسطينيا ورمزا وطنيا فلسطينيا.
في العام 2014 نشر موقع إسرائيلي تقريرا بعنوان " مستشار الرئيس عباس يحيي دلال المغربي" وتحدث التقرير عن خطاب للقيادي الفتحاوي سلطان أبو العينين اعتبر فيه أن دلال المغربي ما زالت حاضرة وأنها مقاومة فلسطينية أرادت أن تعود ليافا وإلى وطنها حتى ولو شهيدة. اعتبر الموقع أن هذا الحديث تحريضي و "متطرف"
وفي 11 مارس من العام 2015 نشر ذات الموقع الإسرائيلي تقريرا حول تسمية أحد شوارع رام الله باسم دلال المغربي، ونقل التقرير تصريحات كل من وزيرة شؤون المرأة السابقة "ربيحة ذياب" و"ليلى غنام" محافظ رام الله والبيرة وكذلك تصريحات رجل دين مسيحي كبير، أكد الجميع في تصريحاتهم على أن تسمية الشارع باسم دلال المغربي هو نوع من أنواع الدعم للعمل البطولي الذي قامت به، في المقابل اعتبر الموقع أن الشعب الفلسطيني يحرّض حتى من خلال أسماء الشوارع.
وفي عام 2016 ركز الإعلام العبري على تصريح أمل حمد عضو اللجنة المركزية لفتح والذي اعتبرت فيه أن دلال المغربي بطلة قومية يجب الاحتفاء بها.
كما وفي العام 2017 أوقفت الأمم المتحدة دعمها لمركز تعليمي يحمل اسم الشهيدة دلال المغربي وذلك بسبب التحريض الإسرائيلي على إغلاقه، واعتبر مكتب الأمين العام للأمم المتحدة في بيان رسمي أن الأمم المتحدة لا تدعم أي مؤسسة تحمل أسماء "إرهابيين".
دلال المغربي ليست حاضرة فقط في الوجدان الفلسطيني، بل في الذاكرة الإسرائيلية أيضا حفر اسمها جيدا. وفي كل ذكرى لها يتابع الإعلام الإسرائيلي ما يكتب عنها وما يقال، هكذا تراقب إسرائيل هذا الإسم جيدا حتى بعد الشهادة، وكأن إسرائيل تقول لنا "الشهيد حي لا يموت".