الجمعة  22 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

سباق المقاطعة..العالول ليس السادات

2018-03-12 05:56:26 AM
سباق المقاطعة..العالول ليس السادات
محمود العالول

 

الحدث- عصمت منصور

كتب البروفيسور مناحيم كلاين المستشار السابق للوفد الإسرائيلي المفاوض وواحد المبادرين لاتفاقية جنيف مقالا حول ما اطلق عليه سباق المقاطعة.

المقال جاء على النحو التالي:

هناك قلق لدى الاستخبارات الإسرائيلية  على صحة الرئيس محمود عباس وهو ما فتح الباب للحديث عن خليفته المحتمل وهو القلق الذي انتقل إلى السياسيين لما قد يعنيه هذا من فقدان الاستقرار في السلطة.

الرئيس عباس كان شريكا مريحا من ناحية اسرائيل لأنها تمكنت من توسيع الاستيطان والسيطرة عسكريا دون أن يشكل الأمر تحديا لها على الساحة السياسية وهو ما يتفق عليه الإسرائيليين والفلسطينين.

إسرائيل تساهلت مع  السلطة التي تعاني من الشلل أن تعتبر نفسها دولة وتتمتع ببعض الانجازات السياسية التي لم يقتنع بها الجمهور الفلسطيني.

 في هذه النقطة التقت مصلحة الجمهور الفلسطيني مع سياسة الرئيس محمود عباس لأن الهدوء السائد سهل مهمة دعم الأوروبيين للسلطة رغم الفساد الذي ينخرها وبالتالي قدرتها على الاستمرار دون وجود افق سياسي حقيقي.

وطالما أن الصراع يدور على نار هادئة ولا تخرج مظاهرات في أوروبا وعواصمها تطالبها بالضغط على إسرائيل التي زاد التعاون الأمني معها وخاصة في مجال المعلومات فإن أوروبا ستستمر في تمويل السلطة.

الرئيس أبو مازن اختار العالول نائبا له في حركة فتح وهو ما منحة مكانا متقدما في سباق الرئاسة.

العالول يبلغ من العمر الآن 68 وهو يعتبر نائبا مثاليا للرئيس لأنه غير بارز ولا يملك كاريزما ولديه ولاء كامل للرئيس والأهم أنه من الحرس القديم وهو بذلك يشبه السادات الذي وجد نفسه مكان ناصر الشعبي والمحبوب على سده الحكم والذي استغل الأشهر القليلة الانتقالية للخلاص من كافة مراكز القوى وشق طريقه الخاص به للبقاء على رأس الهرم.

العالول لا يشبه السادات وهو ليس نائب الرئيس بل نائب رئيس حركة فتح.

بعد احتلال العام 1967 اعتقل الطفل محمد العالول وهو لا يزال ابن السابعة عشرة ليتم بعد ثلاث سنوات ابعاده إلى الأردن.

في الأردن انضم العالول الى حركة فتح واصبح أحد نشطائها العسكريين تحت قيادة أبو جهاد ليقوم بعد عدة سنوات النضال المسلح ضد إسرائيل وصولا إلى تأيده لاتفاقيات اوسلو.

إسرائيل سمحت للعالول بالعودة إلى الضفة الغربية في العام 1995 ليعينه ياسر عرفات محافظا لمدينة نابلس ولكنه لم يعرف بشكل جيد في اوساط الشعب سوى بعد استشهاد ابنه جهاد في العام2006  وانتخابة لمركزية فتح في 2009.

العالول لا يمتلك أي خبرة سياسية بالاضافة إلى أنه يشك بنوايا حماس وحقيقة موقفها من المصالحة.

إعلان ترامب حول القدس قاد الرئيس أبو مازن الى تغير سياسته ليس على مستوى التصريحات والخطاب فقط بل أن الرئيس يقود صراع سياسي قوي ضد الإدارة الامريكية مع وجود مواجهات شبه يومية على الارض مع جنود الاحتلال والمستوطنين.

وفق الاحصائيات استشهد في أول الشهر الأول منذ إعلان ترامب القدس عاصمة لدولة الاحتلال 20 شهيدا  وجرح 500 فلسطيني و17 إسرائيلي.

السلطة الفلسطينية تقول إن عدد المعتقلين قارب الالف معتقل وهو ما يعكس توترا على الارض وإسرائيل لا تجد حلا سوى استخدام المزيد من القوة والعنف والاعتقالات.

بخلاف من يتسرعون في تنصيب دحلان والرجوب اللذان تربيا على يد عرفات، وبخلاف مروان البرغوثي الذي نافس عرفات دون أن يتحداه فإن العالول يعتبر خيار الرئيس أبو مازن هو و ماجد فرج  رئيس المخابرات الفلسطنية والذي يحظي بثقة الأمريكان والإسرائيليين بحكم موقعه.

بعد عهد الرئيس أبو مازن العالول مطالب أن ينتقل من الصف الثاني إلى الصف الأول وأن يمر بثلاث محطات بنجاح:

1-  الجيل الشاب في حركة فتح والذي يضم قادة معروفين ولهم شعبية وقوة أكثر منه

2- إن يحظى بشرعية شعبية لدى الجمهور الفلسطيني وهذا قد يتحقق من خلال انتخابات واذا تعذر عليه أن يخوض مواجهة منظمة ومتواصلة مع إسرائيل لكسب شعبية تمنحة شرعية.

3- وإن يختار لنفسه سياسة مستقلة ومختلفة عن سياسة الرئيس أبو مازن.

 

محمود العالول الرئيس عباس خليفة نائب الرئيس حركة فتح الصراع على خلافة السلطة الفلسطينية جبريل دحلان