هنالك أربع سيناريوهات فيما يتعلق بتفجير موكب رئيس الوزراء د. رامي الحمد الله.
السيناريو الأول هو أن من قام بالتفجير هي حركة حماس، خاصة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أنها المسؤولة عن إدارة القطاع أمنيا وعسكريا ومدنيا.
السيناريو الثاني أن من قام بالتفجير هي جهات أمنية تابعة لحكومة التوافق.
السيناريو الثالث هو أن من قام بالتفجير هو مواطن غزي يائس، يحمل الحكومة والرئيس عباس مسؤولية المآسي والكوارث التي تلحق بغزة، وهو أمر مستبعد نظرا لكبر حجم الانفجار.
السيناريو الرابع أن من قام بالتفجير هي جهة رابعة هدفها إغلاق باب المصالحة وإلى الأبد بين فتح وحماس.
في مختلف السيناريوهات اللافت في الأمر هو توقيت زيارة رئيس الوزراء إلى قطاع غزة في ظل الصدام الإعلامي بين فتح وحماس، ولأمر لا يحتاج حضور رئيس الوزرراء شخصيا لافتتاح محطة تنقية مياه عادمة تأخر افتتاحها لسنوات، حيث كان بإمكان أي منتدب من قبل رئيس الوزراء في غزة القيام بها. وفي ظل ارتباطات رئيس الوزراء واضطراره للمغادرة سريعا لحضور مؤتمر دولي.
رئيس الوزراء بدا هادئا، حاضر الذهن في المؤتمر الصحفي الذي عقده إثر تعرض موكبه للتفجير. مرر كلمات حاسمة، وذكية، دون توجيه الاتهامات، وانهى كلامه بابتسامة زادت حضوره ثقة ودراية.
الأمر اللافت الآخر هو وجود رئيس المخابرات ماجد فرج بصحبة رئيس الوزراء، في مهمة افتتاح محطة التنقية، وهي إجمالاً من المهام التي لا تناط بالأجهزة الأمنية، إلا إذا كان للزيارة هدف آخر غير معلن من قبيل لقاءات أمنية مع حماس أو مع الوفد الأمني المصري في القطاع.
الأمر المحزن في المسألة أن الرئاسة الفلسطينية، وحركة فتح، والناطقين باسمها، والناطق باسم الأجهزة الأمنية، جميعهم قد سارعوا لتحميل حماس المسؤولية متهمين إياها بترتيب الأمر، دون انتظار التحقيقات، وهو أمر لا نرى له مثيلا أو ردود فعل بتلك السرعة وبالتصريحات والبيانات الصحفية الجاهزة عندما يتعلق الأمر بإعدام الاحتلال لأحد أبنائنا.
أما حماس فتتحمل المسؤولية لأن القطاع يقع أمنيا تحت سيطرتها، ولأنها المسؤولة عن تأمين موكب رئيس الوزراء، ولأنها لا يجب أن تسمح بخرق أمني خطير من هذا النوع، ولشخصية فلسطينية اعتبارية بهذا الحجم. لكن تحميل الحركة مسؤولية تدبير التفجير، هو تسرع في إصدار الأحكام قبل الانتهاء من التحقيقات. ولا أظن أن حركة حماس على هذا القدر من الغباء الذي قد يدفعها إلى ارتكاب حماقة كبيرة من هذا النوع.
يظل الأمر الأهم هو أن رئيس الوزراء بخير، لأنه لو نجح التفجير كنا سندخل منعطفا خطيرا جديدا.