الحدث- علاء صبيحات
أتمّت صفاء الحرازين عامها السادس والعشرين، فأحبها الشاب أمير أبراش خلال غسلها لكليتها قبل أشهر، داخل المستشفى في قطاع غزة، حيث كان يعمل أمير هناك ممرضا.
تقدّم أمير لخطبتها فوافقت ووافق أهلها عليه، وعقدا قرانهما رغم اعتلال صحتها، إلا أن أمير آثر أن يضّحي بإحدى كليتيه لزوجته، لم يمر وقت طويل قبل أن يعرض عليها أن يتبرّع بكليته لها فوافقت.
إلى هنا يجب أن تتوفر كل أسباب الفرح، فالفتاة وجدت زوجا يضحي من أجلها وهو باستنتاج المنطق والعقل زوج المستقبل، وسبب الفرح فستنتهي من معاناتها مع غسيل كليتها التي بدأت قبل عام ونصف.
ستتزوج وستعيش حياة لا أسعد ولا أجمل، لكن الحياة ليست بهذه السهولة في القطاع شائك الحدود معقّد التفاصيل محاصر النفَس، فقد صدمها قانون فلسطيني بعد توجهها للجنة العليا لنقل وزراعة الأعضاء في غزة يمنع زوجها من التبرّع لها.
قانون منطقي لكنه أوقف دماءها في العروق
تقول صفاء لـ"الحدث" إن القانون يمنع أن يتبرّع الزوج لزوجته بأي عضو من أعضاء الجسم مسموح التبرّع فيها إلا بعد 3 سنوات من تاريخ عقد الزواج.
وهذا ما أكّدته مديرة وحدة الشؤون القانونية في وزارة الصحة الفلسطينية أروى التميمي في قولها لـ"الحدث" إن هذا القانون هو لمنع الإتجار في البشر، فبعض الحالات في الدول العربية مثلا عقدت قرانها من أجل تحقيق مصلحة وهب الأعضاء ثم يتم الطلاق فيما بعد.
وتفاديا لمثل هذه الحالات كما أضافت التميمي فقد وضع نصّ قانوني يمنع على الفلسطينيين المتزوجين أن يهب أحدهم للآخر عضوا من جسمه إلا بعد إتمام 3 سنوات من الزواج، وذلك للتأكّد بأن الزواج تم من أجل الحياة الزوجية وليس من أجل وهب الأعضاء.
فتوجهت صفاء كما أوضحت لـ"الحدث" بعد أن صُدِمت بالقانون الذي سيعقّد حياتها مرة أخرى، إلى الإعلام لطرح قضيتها أمام الملأ فتبرّعت لها الجمعية الكويتيه من خلال مديرها الأستاذ محمود عصفور.
العملية سيتم تنفيذها في تركيا كما قالت صفاء لـ"الحدث"، لكن ولأن طريق العلاج معقّد أكثر من اللازم، على صفاء الآن التوجه إلى رام الله وذلك ليس بالأمر الهيّن أو الممكن بتلك البساطة كما وصفته الحرازين.
للخروج من غزة كما قالت صفاء عليها أن تحصل على تحويلة طبية من اللجنة العليا لنقل وزراعة الأعضاء في غزة، وذلك مستحيل الحدوث نظرا إلى أن القانون لا يسمح لزوجها بوهبها عضوا إلا بعد 3 سنوات من الزواج، وبالتالي فتبرّع زوجها لن يمنحها الحق في التحويلة الطبية إلى رام الله.
د.ليلى غنّام
توجهت صفاء كما قالت لـ"الحدث" إلى مكتب محافظة رام الله والبيرة الدكتورة ليلى غنّام من أجل مساعدتها في إخراجها من قطاع غزة من أجل العلاج، وذلك منذ أيام.
وأضافت صفاء إن مكتب الدكتورة ليلى غنّام قد تواصل معها وأخبرها أن ملفها قد وصل إلى المكتب، وسيتم دراسته والتواصل معها لحل مشكلتها.
وأكّد مدير مكتب محافظة رام الله والبيرة الدكتورة ليلى غنام، هيثم بهيتي لـ"الحدث" إن ملف صفاء الحرازين فعلا قيد الدراسة، وسيتم دراسته بالكامل خلال اليومين القادمين، وسيتم العمل على مساعدة صفاء في مغادرة القطاع.