#صفقة القرن
الحدث - عصمت منصور
كتب المستشرق والمتخصص في الشأن العربي يوني بن مناحم، مقالا حول صفقة القرن، الذي ترجمته الحدث.
فيما يلي نص المقال مترجما:
الرئيس أبو مازن هو العقبة الأساسية أمام خطة السلام التي يعدها الرئيس ترامب، ومن الأفضل أن تعرضها الإدارة الأمريكية بعد اعتزال الرئيس للحياة السياسية.
وأحرزت أجهزة أمن حماس تقدما في التحقيقات حول الانفجار الذي استهدف موكب رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله شمالي قطاع غزة، من أجل اكتشاف الدافع ومن يقف خلفه، في ظل اعتقاد أن السلطة هي المستفيد الأساسي من الحادث؛ لأنه يمس سيادة حماس وصورتها الأمنية، إضافة إلى تصدع قدرة حماس على حفظ الأمن، إلى جانب أن مطالبة السلطة لسيطرة الأمنية على غزة أصبحت مبررة أكثر من السابق.
حركة حماس في موقع الدفاع وهي ملزمة بإنهاء التحقيق في أسرع وقت ممكن من أجل طي هذه الصفحة في ضوء استغلال السلطة للحادث من أجل وضع شروط جديدة ومستحيلة على حماس.
أحد الاسئلة المركزية المتعلقة بمحاولة الاغتيال، هو لماذا قرر رامي الحمد الله وماجد فرج الذهاب إلى غزة من أجل افتتاح مركز تنقية مياه عادمه؟
يبدو أن الأمر مرتبط بصفقة القرن لأنها جاءت من أجل الرد على ترامب وإدارته وإثبات أن السلطة هي التي تسيطر على غزة، وأنه لا يمكن تجاهلها أو العمل بعيدا عنها خاصة أن الزيارة جاءت بالتزامن مع المؤتمر الذي عقده البيت الابيض من أجل نقاش الوضع الإنساني في غزة، والتي شاركت فيها إسرائيل إلى جانب دول عربية وأوروبية ودولية.
حركة حماس لم تتلقى دعوة، والدعوة وجهت للسلطة بشكل رسمي من خلال حسين الشيخ، ولكن الرئيس أبو مازن قرر أن يرفضها احتجاجا على إعلان ترامب القدس عاصمة لدولة الاحتلال.
صحيفة الحياة نشرت أن الرئيس أبلغ أعضاء منظمة التحرير، أنه يخوض معركة مع الولايات المتحدة، وأنه يؤجل المعركة مع إسرائيل بشكل مؤقت، لأنه يقدر أن الإدارة الأمريكية تسعى من أجل إنهاء دور القيادة الحالية لتمرير صفقة القرن.
الرئيس اعتبر المؤتمر حول غزة مرحلة أولى في تطبيق صفقة القرن على أساس إقامة دولة فلسطينية في غزة وأجزاء من الضفة دون القدس، خاصة أن المؤتمر أوصى بإقامة عدة مشاريع في غزة دون مشاركة السلطة، وأن المؤتمر جاء لمساعدة إسرائيل من انفجار الأزمة الإنسانية في وجهها، وهو ما قد يشوش على صفقة القرن.
الرئيس لا يريد أن يساعد على إنجاح الخطة التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، خاصة أنه على قناعة بأن الإدارة الأمريكية تنسق خطواتها مع إسرائيل تمهيدا لعرض صفقة القرن.