الحدث- عصمت منصور
يتساءل الكثيرون عن سبب اختيار هذا الاسم دون غيره للعمليات العسكرية التي يقوم بها جيش الاحتلال خاصة وأن معظم هذه الأسماء تكون غريبة وغير مألوفة، ولكنها بكل تأكيد، لا تأتي بشكل عفوي أو ارتجالي بل تنطوي على اهداف ورسائل مهمة.
كل اسم يتم اختياره يكون بالضرورة مرتبطا بنوع العملية أو الحملة والهدف المتوخى منها، بالإضافة إلى أن الاسم مثل الماركة والعلامة التجارية، يجب أن يكون جذابا وسهل الحفظ ويعلق بالذهن، وأن يعبر عن طبيعة العملية وتوجيه الرأي العام وتعبئته.
من بين نماذج الأسماء البارزة التي أطلقتها إسرائيل على حروبها وحملاتها (ربيع الشباب) وهو يخص الحملة العسكرية التي اغتالت فيها اسرائيل الشهيدين كمال ناصر وابو يوسف النجار، بالاضافة الى ما لا يقل عن 100 شهيد آخر في العام 1973 وحملة مشهد بري في 1997 وعمود الدخان في 2004 وبواكير المطر في 2005 وهي أسماء مستوحاة من الطبيعة وبعيدة عن المصطلحات الحربية بهدف تخفيف وقعها على الإسرائيليين وخلق مسافة بينه وبينها والايحاء انها امتداد للمناخ والبيئة التي تعيشها اسرائيل وأن الدولة قادرة على التعامل معها.
عمليات أخرى حملت أسماء معاكسة تماما للأولى وأعطت انطباعا عسكريتاريا عنيفا واستقواء مثل غضب الإله في العام 1979، عملية الحساب في العام 1993 وعناقيد الغضب 1996 والطريق الوعر 2001 والبرق 2006 وهي أسماء أريد لها أن تثير حماس وأن توحي بالقوة والثقة والقدرية.
جزء آخر من العمليات يستمد اسمه من روح الفترة التي يحدث فيها مثل حملة الخميرة 1948 التي ارتبطت بعيد الفصح وتحريم استخدام الخميرة لدى اليهود وحملة ايام التوبة 2004 وعمليلة الرصاص المصبوب 2008 والتي تزامنت مع عيد المشاعل (الحنوكاه) وهي أسماء تحتوي في داخلها على عامل الفترة الزمنية ورسائل موجهة للاوعي والعقل الباطن لاثارة مقاربات تتعلق بالثواب والعقاب والقدرة على الانتقام.
تاريخيا
هناك أسماء لعمليات لا يتم إطلاقها في فترة وقوع العملية العسكرية بل أحيانا بأثر رجعي وأخرى يتم فرض الاسم بشكل بديهي أو بحكم الدارج وتكون بسيطة مثل حرب الأيام الستة وحرب لبنان الثانية وحرب يوم الغفران التي ارتبط اسمها بعيد الغفران بشكل تلقائي وهناك نوع من الحروب التي تشكل محطات تاريخية مثل النكبة التي يطلق عليها حرب الاستقلال في إسرائيل أو حرب الاستنزاف بعكس الفئة الأخرى التي يعمل فيها الذهن ويتم تضمينها رسائل مركبة ومعقدة.
البروفسور داليا جبريال نوري استطاعت ان تحصر اربع مجموعات لأسماء الحروب والعمليات العسكرية:
أسماء أشخاص
أسماء مناطق
أسماء نباتات
أسماء حيوانات
وقد لاحظت أنها جميها يتم آخذها من عالم الطبيعة الخاصة بإسرائيل وعالم التوراة والإرث اليهودي وأن من بين 81 عملية وحربا قامت بدراستها منذ النكبة وحتى الرصاص المصبوب في 2008 تبين لها أن 27% مستوحاة من الطبيعة و38% اشتقت من التوراة بينما 35% اطلقت عليها فئة الاخرين دون ان تخلو من رموز دينية يهودية ومعالم لها علاقة باسرائيل.
تقنيا
مهما تكن الآليات والطرق التي يتم اعتمادها لاختيار اسم العملية تبقى الكلمة الأخيرة للجنرالات وقادىة الحرب وهذا منوط بحجم العملية أو الحرب بحيث يطلق الاسم على الحرب الكبيرة التي يشارك فيها الجيش رئيس الأركان ويطلق على العملية العسكرية التي تشارك فيها وحدة قائد الوحدة وذات الشيء بالنسبة للكتيبة أو الذراع العسكري المحدد مثل البحرية أو سلاح الجو أو الوحدات الخاصة التي تنفذ عمليات في الدول الاخرى.
المصادر: mako