الحدث- محمد غفري
عبرت عائلة الشهيد الفلسطيني عبد الفتاح الشريف، عن رفضها القاطع لقرار لجنة الاستئناف العسكرية في جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي صدر أمس الاثنين، بخفض مدة محكومية الجندي القاتل أليئور أزاريا، مدة الثلث من العقوبة المفروضة عليه، ليصبح بالإمكان الإفراج عنه وإطلاق سراحه رسميا في العاشر من شهر مايو/ أيار المقبل.
وأعدم الجندي أزاريا الشهيد عبد الفتاح الشريف بينما كان مصاباً على الأرض في مدينة الخليل يوم 24 مارس/ آذار من العام 2015.
لاحقاً للجريمة حكم الاحتلال على الجندي القاتل أزاريا 18 شهرا، تم خفضها أربعة أشهر بناء على قرار من رئيس أركان جيش الاحتلال، الجنرال غادي أيزنكوت.
المحكمة مسرحية
وفي تعقيب منه على تخفيض محكومية الجندي القاتل أزاريا، اعتبر فتحي الشريف الناطق باسم عائلة الشهيد الفتاح الشريف، محاكمة أزاريا، بأنها مسرحية هزلية من قبل الاحتلال، وما جرى كان متوقعاً بالنسبة إليهم منذ البداية.
وأكد الشريف، أنهم توقعوا منذ البداية أن الاحتلال سوف يخفض مدة حكم أزاريا، بعد البحث عن مخرج للإفراج عنه.
ويرى الشريف في حوار مع "الحدث"، أن الاحتلال حاكم الجندي من أجل تحسين صورة إسرائيل أمام العالم، واظهار أن إسرائيل دولة قانون ديمقراطية، وليس لأجل معاقبة الجندي على الجريمة.
يذكر هنا في سياق متصل، أن مفاوضات بين النيابة العسكرية الإسرائيلية ومحاميَي جنديين قاما بقتل الفتى الفلسطيني سمير عوض (16 عاماً)، في يناير/كانون الثاني عام 2013، بينت أن النيابة لم تقدم لوائح اتهام في 110 جرائم قتل أسفرت عن استشهاد فلسطينيين بنيران جيش الاحتلال منذ العام ذاته.
ماذا ستفعل عائلة الشريف؟
وفي الوقت الذي ترفض فيه عائلة الشهيد الشريف تخفيض محكومية قاتله، صرح فتحي الشريف وهو عم الشهيد، أن العائلة تواجه قرار الاحتلال ضمن مسارين.
الأول هو توجهها إلى المحاكم المدنية في دولة الاحتلال، والمطالبة بتعويض عائلة الشريف مادياً ونفسياً عن الخسارة التي لحقت بهم.
وأفاد الشريف، أن محكمة الاحتلال قبلت بهذه الدعوى، على أن تبدأ جلسات المحاكم بعد سلسلة من الاجراءات.
أما المسار الثاني، وهو إعداد ملف جنائي كامل لمحاكمة الجندي أزاريا، أمام محكمة الجنايات الدولية.
وأوضح الشريف، أن هذا الملف مرهون بقرار السلطة الفلسطينية وبات بين يديها عندما تقرر مقاضاة الاحتلال أمام الجنائية الدولية.
مقارنة غير عادلة
الناطق باسم عائلة الشهيد الشريف قارن بين معاملة الاحتلال الإسرائيلي للأسرى الفلسطينيين وبين معاملة الجندي القاتل أزاريا.
ووصف الشريف معاملة الاحتلال لأزاريا بأنه بطلاً، في الوقت الذي يقتاد فيه الأسير الفلسطيني إلى المحاكم مكبل اليدين والرجلين.
كذلك قارن بين الحكم المخفف الذي صدر بحق الجندي القاتل أزاريا، وفي المقابل عشرات السنوات التي تكون بانتظار الأسرى الفلسطينيين لمجرد الاشتباه بنية الشاب تنفيذ عملية فدائية.
ويقضي الجندي القاتل أزاريا فترة حكمه في سجن مفتوح مع شروط مريحة سمحت له بالاحتفال بالأعياد اليهودية في بيته، عدا عن التأييد الرسمي والشعبي الذي يحظى به في تل أبيب.