الحدث ــ محمد بدر
قبل خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اجتمعت الفصائل الفلسطينية، ووجهت له رسالة ثم خرج الرئيس ووجه رسالة قوية لحماس والقطاع، فردت حماس ببيان قوي. الرئيس طالب حماس بتسليم غزة للشرعية، أما حماس فطالبته بإجراء انتخابات لتجديد الشرعية للمؤسسات والأشخاص.
المهم ليس الخطابات فقط، الأهم هو انعكاساته على أحاديث العامة وأحوالهم وحياتهم في قطاع غزة.
في المقاهي وشوارع وحارات غزة كان الأمر مختلفاً، لا أحد يصيغ للهموم بيانات، والمتضررون في العادة لا يمتلكون منبرا في الزمن الحزبي. في خانيونس جلس مجموعة من الموظفين في إحدى المقاهي لإعداد خطة تقشف لكل واحد منهم، الحسابات السياسية الكبيرة تنتهي بقوت الأطفال ولا تبدأ منها، حسابات هؤلاء تبدأ من قوت أطفالهم وتقتل على أعتاب الحسابات السياسية، هموم السياسي والمواطن العكس فيها غير صحيح.
نهاد النجار، موظف من غزة، يدرس تطبيق خطة تقشف بعد العقوبات التي سيفرضها الرئيس عباس، يقول النجار "أحصيت متاع بيتي بعد الخطاب، وجدت أن لديّ في البيت غرفة نوم وغسالة وثلاجة وتلفاز".
ويضيف "قمت بإعداد قائمة للأمتعة من حيث أهمية وجودها في المنزل، "غرفة النوم يمكن الإستعاضة عنها بفرشات عادية، ويمكن لزوجتي غسل الملابس على يديها بدل الغسالة، الثلاجة قد لا أستطيع الإستغناء عنها إلا في حالة ضرورة قصوى، والتلفاز مرشح للبيع في مرحلة ثالثة بعد غرفة النوم والغسالة".
"ارحمنا يا سيادة الرئيس"، هذا قوت أبنائنا". عبد الرحمن عدوان ناشد بهذه الكلمات الرئيس محمود عباس، عدوان اعتبر أن من قام بعملية التفجير ضد موكب الحمدالله هدفه تخريب المصالحة وتخريب الواقع الإنساني في قطاع غزة.
عدوان لا يمتلك ما يمتلكه النجار من الممتلكات، فقد باع معظم متاع بيته في ظروف سابقة وفي مراحل سابقة، "بقي أن نبيع أبنائنا ولا أظن أن هناك من يشتري الإنسان في غزة .. لأن الإنسان أصبح أصغر فئة في العملة".