الحدث- عصمت منصور
نشرت صحيفة هآرتس العبرية، اليوم الثلاثاء، تقريراً حول توجه الطلبة الفلسطينيين في الداخل المحتل للدراسة خارج حدود الخط الأخضر.
وقالت الصحيفة، إن الصعوبة في الحصول على القبول في الجامعات الاسرائيلية دفع ألاف العرب إلى التعلم خارج الخط الاخضر، وأن الطلاب يتحدثون عن علاقات حميمة مع أصدقائهم من المناطق وعن أجور سكن مضحكة- ولكن أيضا عن ضائقة في العودة لسوق العمل في اسرائيل.
سنة كاملة قضتها نور أبو احمد من الناصرة كي تحصل على علامة عالية في البسوخومتري بما يكفي من أجل الحصول على قبول في جامعات إسرائيل، وبعد أن يأست مثل ألاف من أبناء جيلها، توجهت إلى أكاديمية فلسطينية "استثمرت أيام وليالي في التعليم" تقول "في النهاية لم يكن أمامي خيار اخر، اكملت اللقب في الجامعة العربية الأمريكية في جنين.
محمد درويش، من جديدة المكر في الجليل، يتعلم هو أيضا في جنين "مع متوسط بجروت عالي في ظرف واقعي كانت لدي تطلعات أن أتعلم مهنة مع أفق لعمل مؤمن في إسرائيل" يقول "لكن طلبت منا علامات بسوخومتري عالية تقريبا في كل مجال ممكن ان يوؤمن لك عمل".
نور ومحمد اثنان من بين ألاف الفلسطينيين في الداخل المحتل الذين يحصلون على تعليمهم الاكاديمي في الضفة الغربية، في الوقت الذي يقل فيه عددهم في الجامعات الاسرائيلية.
تقرير وزارة التعليم الفلسطينية الذي وصل صحيفة هآرتس نسخة منه يكشف أن عدد الطلاب من فلسطيني الداخل في جامعة جنين ارتفع من 36 إلى 5,294 خلال عقد واحد. هناك نقليات منظمة ياخذهم كل يوم من قرى المثلث والجليل إلى الضفة بعيدا عن صعوبات القبول التي يواجهونها في إسرائيل. عمليا فان عددهم ارتفع بشكل دراماتيكي إلى درجة تحولت فيه الجامعة إلى مؤسسة إسرائيلية في منطقة A في قلب السلطة الفلسطينية.
كما في الجليل
بشكل رسمي محظور على الإسرائيليين الدخول إلى منطقة A التي تسيطر عليها السلطة الفلسطينية، لكن الجيش لا يطبق هذا المنع على فلسطينيي الداخل، تحليل البيانات التي وردت في التقرير الفلسطيني تبين أن "8000 إسرائيلي يتعلمون في العام في المناطق، 66% منهم في جامعة جنين –معطيات تجعلها أحد المؤسسات التي يجتمع فيها إسرائيليين في الضفة".
حقيقة إن عدد فلسطيني الداخل في الجامعة 55% يمكن استشعارها بسهولة في المكان ومحيطه وعندما تزورها ستعتقد للحظة أنك في أحد المؤسسات الإسرائيلية في الجليل. الطلاب يتحدثون عن علاقات حميمة بينهم وبين الفلسطينيين ومنافسة على تحصيل العلامات، معظمهم يعيشون في سكنات يملكها أشخاص من حملة الهوية الإسرائيلية الزرقاء قرب الجامعة المحاطة بالمقاهي والمطاعم تشبه اليوغرت بار، والتي يديرها هي أيضا إسرائيليين، أكثر من 2% من موظفي الجامعة بوظيفة كاملة من حملة الجنسية الاسرائيلية.
الجامعة الامريكية مؤسسة خاصة والتعليم فيها باللغة الانجليزية، أجرة التعليم تتغير حسب التخصص والعلامات. ويتراوح بين 9-15 ألف شيقل في السنة. هناك سببين لشهرة الجامعة في إسرائيل وهي قربها من مدن المثلث وسهولة الوصول اليها بالإضافة إلى الأقساط المنخفضة بشكل خاص."انا اسكن في شقة من غرفتين لوحدي" يقول جورج صباغ الطالب للسنة الأولى في علوم الحاسوب ومن ابو سنان في الجليل "والأجرة تصل إلى 650 شيقل في الشهر يشمل الانترنت ومصاريف الشقة، والسفر إلى الجامعة في سيارة أجرة يكلف ثلاث شواقل فقط وفي أسوء الحالات 12 شيقل في سيارة طلب "أبو احمد التي استاجرت سكن قريب من حرم الجامعة قالت إن التجربة أمنة وكاملة "كطالبة شعرت بالامان في التعليم والسكن" تتذكر" هناك حراس حول الجامعة على مدار الساعة ولم أواجه مشكلة في التجول بامان.
على الاقل ثلاث وحدات
العامل المؤثر أكثر من غيره الذي يدفع فلسطيني الداخل إلى جنين هو شروط القبول: شهادة توجيهي كاملة. فتحي العمور رئيس العلاقات العامة في الجامعة يشدد أن هذا امتياز للاسرائيليين "نحن لا نطلب منهم امتحان بسوخوميتري ولا مقابلات والاهم هو شهادة البجروت وثلاثة وحدات أقلها الرياضيات" يضيف أن المؤسسة تتعامل بشكل متساوي مع الجميع دون أي علاقة بلون الهوية التي يحملونها." كل الطلاب يتلقون نفس المعاملة خلال التسجيل واثناء الدراسة والتكاليف".
في قائمة المواد لا يمكن أن تجد في الجامعة تخصصات مثل العلوم السياسية والتاريخ. العمور يشرح أن الجامعة في جنين تدرس فقط مهن عليها طلب في السوق في السلطة وفي إسرائيل.
من أجل تعويض النقص في العلوم الانسانية والاجتماعية تقدم الجامعة للطلاب كورس اختياري في قضايا سياسية واجتماعية مثل كورس اثراء واغناء وقضايا سياسية اخرى من بينها كورس حول الحركة الأسيرة، وكورس عن إسرائيل والصهيونية الذي يناقش تاريخ اليهود والحركة الصهيونية، وهناك كورس لغة عبرية أساسية مخصص للطلاب الفلسطينيين لتعليمهم أشياء أساسية في اللغة العبرية. الطلاب حملة الهوية الزرقاء غير مسموح لهم التسجيل في هذا الكورس ولكن وبناء على الطلب الكبير قررت أن تقدم كورس عبرية مستوى متقدم تقدمه مدرسة تحمل الهوية الزرقاء لدمج الطلاب في سوق العمل الاسرائيلي.
مع ذلك فان الجامعة توضح أنها لا تتعاون مع مؤسسات أكاديمية إسرائيلية ولا يبدو في الأفق أن هذا يمكن أن يحدث "هذا غير مقبول، تقليديا" يشدد العمور ويشيبر إلى أنه لا أفق لمثل هكذا تعاون في المستقبل وهذا بمثابة إجماع لدى السلطة وليس قرارا فرديا "هناك افتراض أساسي أن الجامعات هي جزء من دولة الاحتلال لأرضنا والمؤسسات الأكاديمية الفلسطينية لا تتعاون معها.
اندماج جزئي
المشاكل التي تدفع الطلاب الإسرائيليين للدراسة هنا تعود للظور لاحقا مع نهاية التعليم وعند العودة لسوق العمل الإسرائيلي " أحداها أن العدد كبير وليس وفق نسبة محددة سلفا وهو ما يصعب دمجهم يقول جمال كيال 27 سنة ثانية طب يقوم بالتدريب العملي في جنين والضفة رغم وعودات مستشفى الناصرة باستيعاب الطلاب.
نور أبو احمد تقول إن التحديات مع السلطة في إسرائيل يمكن تلمسها في فترة التدريب العملي "صحيح أنني انهيت التعليم الأن واستعد لامتحان التخرج ولكن البيروقراطية تستنزف واستكمال التصاريح اللازمة المطلوبة من الجامعة وتقييم اللقب في وزارة التعليم الإسرائيلية يستغرق وقت طويل.
يوسف جبارين عضو الكنيست عن القائمة المشتركة ورئيس لجنة تحسين التعليم العربي يقول إن المشكلة مركبة:
التعليم في الجامعة الفلسطينية وسعت الخيارات أمام الطلاب حققت حلم بالنسبة لالاف الطلاب من حيث الجو الاجتماعي والثقافي الداعم وهي تقدم ما تفتقد إليه الخيارات التعليمية في إسرائيل، نحن على اتصال دائم مع الادارة لتجاوز الصعوبات ونتلقى تعاون ممتاز ومحترم جدا، الطلاب يتلقون تعليم عالي بمستوى متقدم وفي أجواء ثقافية عربية وهذا هو سر النجاح وسنواصل العمل لحل كل الصعوبات التي يواجهها الطلاب العرب في إسرائيل.