الحدث- عصمت منصور/ محمد غفري
استبعد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عمر شحادة، أن يتخذ الرئيس الفلسطيني محمود عباس أي قرارات عقابية ضد قطاع غزة، معتبراً خطاب الرئيس بالجنوح الجديد نحو السلوك الفردي في اتخاذ القرار الوطني.
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، قد أشار خلال اجتماع القيادة الفلسطينية، مساء الاثنين، إلى أنه قرر اتخاذ القرارات القانونية والمالية والشرعية كافة بحق قطاع غزة، على خلفية محاولة اغتيال رئيس الوزراء رامي الحمد الله ورئيس جهاز المخابرات العامة ماجد فرج، دون مزيد من التفاصيل حول هذه القرارات.
القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عمر شحادة في حوار خاص مع "الحدث"، أكد أنه ورغم المعرفة بسلوك الرئيس الأبوي والفردي في التعامل مع القيادة، إلا أنه لن يقدم على اتخاذ خطوات عقابية.
خطورة القرارات
وفي حال اتخذ الرئيس الفلسطيني محمود عباس قرارات ضد قطاع غزة، أفاد شحادة أن هذا سيعد تهوراً، وسيلقي أثره على الشعب، وقدرته على مواجهة الرئيس ترامب.
وبحسب شحادة هذه القرارات سوف تنعكس على العلاقة مع حركة حماس، وداخل منظمة التحرير ومؤسساتها، وعلى حركة فتح نفسها، وربما تقود إلى تناقضات وصراعات تضعف المنظمة، وتقوض السلم الأهلي، وتدخلنا في متاهات لا تخدم إلا الاحتلال.
خطاب الرئيس مفاجئ
القيادي عمر شحادة قال إن خطاب الرئيس الفلسطيني أبو مازن فاجئ أعضاء اللجنة التنفيذية من حيث حدة الخطاب والأسلوب الذي تحدث به عن حركة حماس.
وأضاف شحادة لـ"الحدث"، أن لغة الرئيس عبرت عن السخط والغضب السائد في أوساط القيادة والرئاسة الفلسطينية، محذراً من أن تندفع الأمور نحو مزيد من الانهيار في العلاقات الحمساوية الفتحاوية، وداخل منظمة التحرير، وهذا سيضعف شعبنا في اثباط خطة ترامب والتصدي لها.
وحول ما تحدث عنه الرئيس من أدلة تدين حركة حماس بالتفجير، يرى شحادة أن طبيعة المعلومات والأدلة التي يمتلكها الرئيس بأنها غير كافية بل وضارة، وأنه لم يقدم شيء للجهات الرسمية والقوى واللجنة التنفيذية صاحبة القرار، وتنطوي على مزيد من خلق المناخات غير المؤاتية وتعميق الأزمة.
وبحسب شحادة تم المطالبة بأن يجري التعاون مع كافة الأطراف المعنية للكشف عن الأيدي التي ارتكبت الجريمة النكراء على حد وصفه، والتي تهدف لتمهيد الأرضية لتمرير خطة ترامب، مشدداً أنه تمت المطالبة بأن يتم التحقيق في اللجنة التنفيذية صاحبة القرار.
اجتماع القيادة غير رسمي
ممثل الجبهة الشعبية في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير يعتبر أن اجتماع ما يسمى بالقيادة الفلسطينية غير رسمي من الناحية التنظيمية، وإعلامي أكثر من كونه صاحب قرار، لأن هذا الاجتماع يطلق عليه مجازاً مسمى اجتماع القيادة الفلسطينية، وهو يضم مركزية فتح وقادة الفصائل وقادة الأجهزة الامنية.
وأفاد شحادة أنهم توقعوا أن يكرس الاجتماع لبحث كيفية الكشف عن مرتكبي جرية الاغتيال المدانة عربيا وفلسطينيا، ومنع وصول تداعياتها إلى مستوى تهدد فيه الحالة الفلسطينية، وتضعف من قدرة شعبنا وقيادته في مواجهة خطة ترامب، والمشروع الإسرائيلي، الذي يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية.
وشدد شحادة أنهم لم يلمسوا خلال الاجتماع أن هناك قطع في العلاقة مع حماس، بالرغم من حالة السخط، ولكن الأهداف لم تتغير، ومواقف الرئيس كما هي، و كما عبر عنها الرئيس ذاته، وهي الوصول إلى تمكين السلطة في قطاع غزة في سلطة واحدة وسلاح واحد، وإعادة توحيد الساحة الفلسطينية على هذه القاعدة، لأن حماس تبقى جزء من الشعب الفلسطيني.