الحدث - عصمت منصور
كتب شلمو الدار مقالا نشره موقع المنتور، حول خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأخير، الذي ترجمته الحدث:
قيما يلي نص المقال مترجما:
قبل إلقاء الرئيس أبو مازن خطاب "الشتائم والإثباتات" في رام الله، كانت إسرائيل تعرف بشكل قطعي أنه سيزيد العقوبات على حركة حماس مما يعني معاقبة القطاع اقتصاديا.
منذ أسابيع والإدارة المدنية ودوائر الاستخبارات في إسرائيل تحاول أن تحلل سلوك الرئيس غير المسبوق في عدم انضباطه وإلقاءه الأسهم في كل الاتجاهات دون الأخذ في الاعتبار تداعيات ذلك.
الضغوطات التي تمارس على الرئيس وفق مصدر أمني إسرائيلي كبير، تدفعه إلى اللجوء إلى التصعيد الكلامي وعدم الحذر، وتصريحاته الأخيرة حول الإدارة الأمريكية تعكس نوع من اليأس، وأنه وصل إلى طريق مسدود، وأن لا أفق لأي اتفاق سياسي، كما أن إمكانية أن يقيم دولة عبر الأمم المتحدة لم يعد واقعيا، والمصالحة مع حماس لا يمكن الوصول إليها، وفوق كل ذلك عمره الكبير ووضعه الصحي، وكل هذه العوامل تجعله يشعر أنه لا يوجد ما يمكن أن يخسره.
قبل شهرين (14 كانون الثاني)، ألقى الرئيس خطابا ضد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وهذا الأسبوع وصف السفير فريدمان أنه "ابن كلب"، وهي ألفاظ لم يستخدمها طوال فترة ولايته، ولكن استخدام هذه اللغة غير الدبلوماسية لم تكن عن طريق الخطأ بل مخططة ومحسوبة من أجل إرضاء الشارع الفلسطيني الذي يعرف الرئيس أنه سئم من السياسة القائمة الخالية من الإنجازات.
الرئيس أبو مازن اختار أن يهاجم ترامب وفريدمان كرسالة لنشطاء فتح أنه حتى لو وصل مشروعه السياسي إلى نهايته، فإنه قادر على تحدي الولايات المتحدة، ولدية روح قتالية وشجاعة لمواجهة أعظم قوة على الأرض والتي تعد صفقة القرن وخيبت أمله المرة تلو الأخرى.
بعيدا عن اللغة الشعبية التي اختار الرئيس أن يلجأ إليها للتعبير عن غضبه؛ فإن لديه هدف عملي واضح ومنظم يهدف إلى محاسبة من يقفون في وجهه ( إسرائيل وحماس والولايات المتحدة)
المصدر الأمني الإسرائيلي قال إن خطة الانتقام التي يسعى إليها الرئيس واضحة جدا، وهو لا يحاول أن يخفيها وتهدف إلى توريط إسرائيل وحماس في حرب يخرج هو المنتصر فيها.
تطرق الرئيس في خطابه إلى محاولة اغتيال رئيس الوزراء رامي الحمد الله حيث قال إنه قادر على اعتقال وإعدام العشرات ولكنه يتصرف بمسؤولية وصبر ليس مثل حماس وهو ما يقول مصدرنا الأمني إنه غير دقيق وأن خطة الرئيس في حال تنفيذها سيقتل في غزة التي ستشتعل بدل عشرات الأشخاص الكثيرين.
قبل إلقاء الرئيس لخطابه بيوم، كشف ليبرمان للقناة الثانية خطوات الرئيس القادمة والذي اعتبره غير مناسب لأي اتفاق سياسي قادم موضحا انه يسعى إلى قطع الموازنة عن الماء والكهرباء والصحة ووقف الرواتب وأن الهدف من ذلك جر حماس لمواجهة مع إسرائيل.
ارتفع منسوب التوتر في الأيام الأخيرة على الحدود مع القطاع، وكما كتب "بن كسبيت"؛ فإن أجهزة الأمن تخشى من شهر أيار المجنون، والذي قد تفتح فيه أكثر من جبهة، وغزة هي الجبهة الأكثر حساسية وقابلية للانفجار.
حماس تخطط لمسيرة العودة في ذكرى يوم الأرض، وهي مجرد تدريب على الشيء الحقيقي القادم في منتصف أيار موعد نقل السفارة الأمريكية إلى القدس وذكرى النكبة.
حماس تخطط لإحضار عشرات الآلاف إلى الجدار والجيش يحضر لأيام صعبة من المواجهة والسؤال لدى أجهزة الأمن، ليس أن كان سيكون هناك مواجهة بل كم عدد الشهداء والقتلى الذين سيسقطون.
حماس لن تأبه بالثمن، لأنه كلما زادت ضائقتهم المالية سيزداد الحافز لديهم للوصول إلى نقطة اللاعودة مع إسرائيل وجيشها، ولن يكون لديهم ما يمكن أن يخسرونه.
أجهزة الأمن في إسرائيل تؤمن أن الرئيس غاضب وشعر بالإهانة، وقد يركب موجة الغضب للوصول إلى أهدافه، وقراره بتصعيد الخطوات العقابية ضد حماس وغزة نقلت إلى مقربة ورجل أسراره ماجد فرج الذي لا يوجد قرار جدي لا يشاركه به.
العقوبات دخلت حيز التنفيذ وسوف تؤدي إلى وقف الرواتب وضائقة حقيقية في المستشفيات التي لا تعمل أصلا، والأهم إلى نقص خطير في الكهرباء خلال الأسابيع القادمة بالتزامن مع خطوات حماس على الجدار.
من المتوقع أن تغرق غزة في الظلام وهو سبب إضافي لدفع الفلسطينيين إلى التصعيد على الجدار عندها حماس ستتنصل من المسؤولية والرئيس سيستغل اللحظة سياسيا.