الحدث -علاء صبيحات
غادر المستوطنون منزل عائلة أبو رجب فجر اليوم الخميس، وهو منزل تمّت مصادرته منذ حزيران العام الماضي، بعد صدور قرار من المحكمة العليا في دولة الاحتلال يفرض على المستوطنين إخلائه، لكن ما وصف بالإخلاء لم تتضح الغاية منه حتى، فصحيح أن المستوطنون غادروا المنزل لكن لم يتم تبليغ العائلة أو أي جهة رسمية بإعادة المنزل، بخاصة أن هناك جلسة بت نهائي في حكم الملكية الخاصة بالمنزل منتصف نيسان القادم.
ويقول مالك المنزل حازم أبو رجب لـ"الحدث" إن المستوطنين خرجوا ولم تسنح الفرصة للتأكّد حتى اللحظة من كونه إخلاء أم لا، وذلك لعدم وجود شرطة الاحتلال أو أي جهة قانونية إسرائيلية لتنفيذ الإخلاء.
وأضاف أبو رجب، أن جيش الاحتلال حالما تم إخلاء المنزل قام بتغيير القفل، لكن أثاث المستوطنين لا زال داخل المنزل.
ونفى قطعا رواية الاحتلال التي وصفها بالدعاية بخصوص إخلاء المنزل، وذلك أنه لم يتواجد أي شرطي في المكان لتنفيذ القرار.
فيما قال مدير مديرة هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في الخليل يونس عرار لـ"الحدث"، إن الإخلاء تمّ "على الساكت" أي أن المستوطنين أخلوا المنزل في ساعات الفجر دون أن يراهم أحدا.
وأضاف عرار أن المستوطنين أخذوا معهم ما خفَّ حمله، وأبقوا الأثاث الثقيل داخل المنزل، وأزالت قوات الاحتلال الحواجز من محيط المنزل الواقع في البلدة القديمة في الخليل، إلا أن علم دولة الاحتلال لا زال في مكانه.
وأوضح عرار أن مفاتيح المنزل لا زالت إما مع المستوطنين أو مع جيش الاحتلال، ولم يتم تسليمها لأحد سواء من أصحاب البيت أو غيرهم.
وقال مدير مديرة هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في الخليل إنه من المفترض تسيلمه لعائلة أبو رجب، لكن اليهود بطبيعة الحال يماطلون في تسليم أي شيء تثبت ملكيته للفلسطينيين.
وأعرب عرار لـ"الحدث" عن تخوّفه من أن تقوم مجموعة أخرى من المستوطنين بالإدعاء بملكية المنزل وتقديم أوراق مزوّرة كما المرة الأولى، "فكل شيء متوقعا من المستوطنين" على حد تعبيره.
أهمية المنزل وطبيعة قرار المحكمة
تقع أهمية منزل عائلة أبو رجب بالنسبة للمستوطنين إلى أنه حلقة الوصل بين الحرم الإبراهيمي وحارة المستوطنين كما قال مدير عام الإدارة العامة للتوثيق والنشر في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان قاسم عواد.
فالذي يصفه الإعلام منزلا كما قال عواّد لـ"الحدث"، هو عبارة عن حي يتكون من أكثر من 10 منازل متلاصقة، تعود لعائلة أبو رجب المكونة من 13 فردا، لكن المستوطنين يدّعون ملكية منزلا واحدا فيه وهو من 3 طوابق.
وقال عوّاد إن قرار المحكمة يتكون من 22 صفحة، وهو لا يحتوي على نص يفرض عودة 13 فردا من عائلة أبو رجب لمنزلهم.
وأضاف عوّاد إن قرار المحكمة هو ليس قرارا نهائيا، إذ أن قرار المحكمة يفرض عودة المستوطنين ولا يحتوي على قرار بإعادة العائلة للبيت، وإنما يشير إليها مجرّد إشارة ويذكر أنهم 13 فردا.
وأكّد عوّاد أن هناك محكمة أخرى ستكون جلسة بت نهائي في الملكيات بتاريخ 17/ نيسان 2018.
وأضاف عوّاد أنه ليس من الضروري اعتبار إخلاء المستوطنين هو إخلاء للمنزل، وإنما قد يبقى المنزل تحت إدارة جيش الاحتلال مثلا لحين البت في الحكم.
ردة الفعل
وفي سياق متّصل أعرب عوّاد عن تخوّفه من ردة فعل مجلس المستوطنات، فهو بحسب ما وصف عوّاد الأمر "لن يمر من المستوطنين بهذه البساطة".
وبالتالي نظرا لأهمية موقع المنزل الإستراتيجية وهزيمة المستوطنين في المحكمة الإسرائيلية وثبات التزوير من قبل مجلس المستوطنات والمستوطنين الأفراد المشتركين جميعا، فإن ردة الفعل المتوقعة هي مهاجمة المنزل في وقت ما.
ونصح عوّاد السكان في محيط منزل أبو رجب بأن يتوخوا الحذر هذه الفترة، نتيجة احتمال قوي بمهاجمة المنزل وخاصة أن مجلس المستوطنات لم يصدر بيانا حتى اللحظة.
المنزل
يذكر أن نحو 100 مستوطن اقتحموا بيت عائلة أبو رجب في البلدة القديمة بمدينة الخليل لآخر مرة، يوم الثلاثاء الموافق 25 حزيران من العام 2017، وتحصنوا بداخله منذ ذلك اليوم حتى فجر اليوم الموافق 22/ آذار 2018.
وكان المستوطنون قد اقتحموه عدة مرات قبل أن يستقروا فيه ويطردوا عائلته منه.
الجدير بالذكر أن هناك لبس كما وصف مدير عام الإدارة العامة للتوثيق والنشر في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان قاسم عواد؛ فالمنزل ليس منزلا واحدة وإنما حي يتكون من عدة منزل تعود ملكيتها جميعا لعائلة أبو رجب المتكونة من 13 فردا.