الحياة تليق بك يا عزت
الموت بلادي
أحيا فيها دون خوف
من رعشة منفى
غياب عزت العزاوي القسري ادى الى نقص شائع في توفير رؤيا حيال فهم ما يحدث وما بعده، فهو ربان تخشاه الريح، يعرف متى يغّير وجهات الحديث من تراشق الفاظ الى جدل مواقف، والموقف الارجح من نصيب منْ هو الاوفر معرفة والاعمق حدساً. لا يكتب عزت عموداً صحفياً عادياً، لا بل نقد حاضر بأسانيد، قد لا يؤيدها الحاضر ربما، لكنها ترشح اكثر من نظرة الى دور في مستقبل لا تاريخ له بعد.
في حدث تاريخي تصاعدت الكراهية وتصاعد الميل فيه الى تطبيق عنف وتعنيف متبادل، وكأن العنف لعبة افتراضية لا دماء فيها ولا دمار، ولا تدخل مؤلم في خيار الفرد ولا تأجيل ضار بالمستقبل، في موقف كهذا، دعا عزت الغزواي الى العصيان العام، تطوير ادواته وتوسيع تأثيره.
لكونه ليس سياسياً، بقى صوت دعوته الإنسانية يتلقى صداها، (كل السياسيين عقلاء لأنهم بلا عاطفة) عزت الغزواي كان مثقفاً وبقي كذلك، ليس لأنه لم يرد أن يكون سياسياً، نعم أو لا، ليس مهما، لكن ارادة فلسطين اصطفته أن يكون الناطق القدري الثقافي باسم فلسطين وفعلها في التجمعات الكونية، (كنا معاً في النرويج وسواها) ففلسطين عزت مفردة محلية لمأساة ولكفاح في معجم الكون الوجودي.
كلا ليس بالطبع بل نعم بالتطبّع التاريخي المنحول، ان مصدر المجد هو القوةالعنف وليس الحكمة، وعليه حين تليق بك الحياة يا عزت تضيق بك حقبة التاريخ ولهذا حين انطقلت على بغداد في نسيان ابريل 2003 النيران الصديقة والعدوة، اعلن قلبك الاعتزال تاركاً للغياب والصمت مهمة التأويل.
تليق فلسطين
الحياة
بك ياعزت يا أنيق المفردة وجميل الحكمة
تغمدك الورد بعطره وكل نيسان ابريل وأنت الأطيب